إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الخميس، 28 مايو 2015

قاعدة//فرق بين العداوة والإعتداء//لفضيلة الشيخ/محمد بن سعد العصيمي - حفظه الله -


قاعدة//فرق بين العداوة والإعتداء.

الكافر تجب له العداوة ولا يجوز الاعتداء عليه إذا كان بيننا وبينه عهد كالذمي والمعاهد والمستأمن . لقوله تعالى ( قد كانت لكم لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ) فالعداوة مستمرة لهم حتى يؤمنوا بالله تعالى، بل يجب إظهارها لهم مالم تكن هناك حاجة دينية - كتأليف قلوبهم للإسلام - أو حاجة دنيوية- كحاجتهم لعمل- لقوله تعالى ( وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء) أي ظهرت . ولقوله - صلى الله عليه وسلم - ( لا تبدؤ اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فأضطروهم الى أضيقه ) أي : إبقوا صامدين حتى يلجؤوا الى حافة الطريق وهذا وعدم بدئهم بالسلام من إظهار العداوة لهم وإعتزاز المسلم بدينه ، أما من بيننا وبينه عهد من الكفار فلا يجوز الاعتداء عليه ما ألتزم بعهده وتجب معاداته ولا تجوز محبته ولو أحسن إليك قال تعالى ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرؤهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين.) قال ابن حجر - رحمه الله - ( البر والصلة والإحسان لا يستلزم التحابب والتودد المنهي عنه في قوله تعالى ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الإخر يوادون من حاد الله ورسوله ...) . كما أن هناك فرق بين الموادّة والمودة ، فالموادّة : السعي في طلب ودهم كما قال تعالى ( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن يصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين) وقد قال الله تعالى ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ..) وأما المودة : فهي المحبة بمقتضى الفطرة ، كمحبة الأب الكافر أو الولد أو الزوجة ، فهذه لا بأس بها مالم تقدم على محبة الله تعالى ، ولهذا لم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبدالله بن عبدالله بن أبي بن سلول عندما مات أبوه ذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يارسول الله أعطني قميصك أكفن به أبي فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم قميصه . وهذا يدل على محبته لأبيه الذي هو رئيس المنافقين وزعيمهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم محبة طبيعية ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم . فالموادّة لا تجوز للكفار بجميع صورها لما فيها من المسارعة وطلب ومحبة من أمرنا ببغضه وعداوته ، وأما المودة فما كان بمقتضى الفطرة فجائز وأما ما كان منها لغير ذلك كمن يحب الكافر لمهارته في لعب الكرة ونحو ذلك فهو حرام. وأما عدم إظهار العداوة للحاجة فلأن النبي صلى الله عليه وسلم دعته امرأة يهودية وذبحت له شاة وسمت الكتف . وأكل عند يهودي من خبز شعير وإهالة سنخة -دهن متغير- وغير ذلك من معاملة الكفار وخصوصاً إذا خشي منهم لقوله تعالى ( إلا أن تتقوا منهم تقاه) .

كتبه / محمد بن سعد العصيمي / عضو هيئة التدريس / كلية الشريعة / جامعة أم القرى .في ١٤٣٦/٧/٢٦هـ//مكة المكرمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت