قاعدة : الفرق بين تنقيح المناط ، ومسلك السبر والتقسيم . تنقيح الناط : يكون حيث دلّ نص على مناط الحكم ، ولكنه غير مهذب ولا خالص مما دخل له في العلية ، وأما السبر والتقسيم : فيكون حيث لا يوجد نص أصلاً على مناط الحكم ، ويراد التوصل به إلى معرفة العلة لا إلى تهذيبها - كما ذكره الزركشي - ، والسبر اجتهاد في الحذف فقط ، ويتعين الباقي للعلية من غير بحث فيه . وتنقيح المناط : اجتهاد في الحذف واجتهاد في تعيين مالم يذكر في النص . مثاله : الرجل الذي جآء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يضرب صدره ، ينتف شعره يقول هلكت وأهلكت جامعة أهلي في نهار رمضان فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أعتق رقبة ) قال : لا أستطيع . قال ( صم شهرين متتابعين ) قال : وهل وقعت فيما وقعت فيه إلا من الصيام . قال ( أطعم ستين مسيكيناً) الحديث . فيأتي المجتهد ويحذف مالا يصلح أن يكون علة : يضرب صدره ، ينتف شعره ، يقول : هلكت وأهلكت . ويثبت ما يصلح أن يكون علة ( جامعت أهلي في نهار رمضان ) وقاس عليه بعض العلماء : كل المفطرات في نهار رمضان بجامع انتهاك حرمة رمضان ، فاجتهد في تعيين علة لم تذكر في النص ، وهي انتهاك حرمة شهر رمضان ،بنفي الفارق، وهذا ما يسمى بمفهوم الموافقة ، وفحوى الخطاب ، وقياس في معنى الأصل ، وهو أن يجمع بين الأصل والفرع بنفي الفارق . ويسمى كذلك بتنقيح المناط. ومثال السبر والتقسيم : قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله حرم بيع الميته والخمر والخنزير والأصنام ) فيبحث المجتهد عن الوصف المناسب الجامع لهذه الأربعة عن طريق السبر والتقسيم - العامل المشترك لهذه الأربعة المذكورة في النص - فيجد أنه النجاسة في كل سواء كانت النجاسة حسية أو معنوية ، ثم يقول : كل نجس يحرم بيعه ، للحديث السابق . والله تعالى أعلم .
كتبه / محمد بن سعد العصيمي / عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق