إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الأحد، 17 يناير 2016

الفروق في معاني الحروف//لفضيلة الشيخ د.محمد بن سعد العصيمي - حفظه الله



الفروق في معاني الحروف .
فهم بعض الأدلة يتوقف على معرفة معنى تلك الحروف خاصة ما له دلالات متعددة ، أو له رجحان في بعضها :
١ - الفرق بين إذا وبين إن .
الأصل في إذا الظرفية، والشرط عارض فيها.
فإذا في قوله تعالى : ( والضحى ، والليل إذا سجى ) ظرف محض بغير شرط.
علماً بأن إذا : اسم . وإن حرف.
والأصل في إن الشرط، واستعمالها في غير الشرط عارض ، كقوله تعالى : ( إن يتبعون إلا الظن ) أي ما يتبعون إلا الظن ، فإن هنا ليست شرطية وإنما بمعنى ما النافية.
كما أن : إذا تفيد العموم ، كقولنا : إذا قام زيد قام خالد، أفادت أنه كلما قام زيد قام خالد.
بخلاف إن لا تفيد العموم، كقولنا : إن قام زيد قام خالد ، فلا تدل الجملة على أنه كلما قام زيد قام خالد.
هذه هي أهم الفروق بينهما. والعلم عند الله تعالى.
٢ - الفرق بين مِن و عن .
من تكون للانفصال والتبعيض . كقولك : أخذت من مال زيد، أفادت نقصان المال، وانفصال بعضه.
وعن لا تقتضي الفصل، كقولك : أخذت عن عمل فلان ، فلا تدل على نقصان العمل أو انفصال بعضه عنه.
ومن لا تكون إلا حرفاً، وعن قد تكون اسماً إذا دخلت عليها مِن ، كقوله تعالى ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم) فتقدر على مجرور مِن ، لا على مِن ومجرورها.
فالأصل في مِن أنها لابتداء الغاية ، والتبعيض ، ولها معاني أخرى .
والأصل في عن أنها لمجاوزة الشيء والانصراف عنه.
٣ - الفرق بين حتى وإلى.
الأصل في حتى أنها للغاية، وهي من حروف الجر ومن حروف العطف، فإذا استعملت للعطف المحض في الأفعال فإن معنى الغاية حينئذ ينتفي عنها.
كما أن إلى الأصل فيها كذلك أنها للغاية ، إلا أن الغاية في حتى لا بدّ أن يكون شيئاً ينتهي إليه المذكور أو عنده، كقولك : أكلت السمكة حتى رأسها . ولا يشترط ذلك في إلى .فتقول : نمت إلى نصف الليل، ولا تقول : نمت حتى نصف الليل.
وحتى لا تدخل على مضمر، وإلى تدخل على المضمر، تقول : ذهبت إلى المسجد، وتقول: ذهبت إليه.وتقول : ذهبت حتى المسجد، ولا تقول : ذهبت حتاه.
كما أن إلى لانتهاء له ابتداء، تقول : ذهبت من الدار إلى الجامعة ،
وحتى لانتهاء بدون ابتداء، لأن إلى في الغاية أقوى من حتى .
٤ - الفرق بين لام الجنس الداخلة على المفرد، ولام الجنس الداخلة على المجموع .
إن أمكن ارتباط الحكم بجميع أفراد ما دخلت عليه فهي للاستغراق مفرداً كان اللفظ أو جمعاً، فالمفرد كقوله تعالى : ( إن الإنسان لفي خسر). أي كل الإنسان .
والجمع كقوله تعالى ( الرجال قوامون على النسآء) أي كل الرجال، فهو خبر بمعنى الأمر.
وإن لم يمكن فاللام لنفس الجنس دون الاستغراق والعهد كقوله تعالى : ( وأخاف أن يأكله الذئب) ، وقوله تعالى ( أنما الصدقات للفقراء والمساكين ...) ويقع على أقل ما يحتمله اللفظ الواحد في المفرد بالاتفاق، وكذا الجمع على قول الجمهور خلافاً للحنفية وهو ما يعبر عنه عندهم : أن أل إذا دخلت على اسم الجنس تسلبه العمومية، وعند الجمهور لا تسلبه العمومية إلا إذا لم يمكن ارتباط الحكم بجميع أفراد ما دخلت عليه ، كالمفرد.
علماً بأن المعرّف بلام الجنس مفيد للاستغراق والعموم عند جمهور الأصوليين وأهل اللغة، لأن هذه اللام للتعريف لغة ، والتعريف يحصل بتميز المسمى عن غيره، وهو تارة يكون بتمييز الشخص عن سائر الأشخاص المشاركة له في النوع، وتارة يكون بتمييز النوع عن سائر الأنواع المساوية له في دخوله تحت الجنس.
خلافاً لبعض متأخري الحنفية : يرون أن المعرف بأل الجنسية لا يفيد الاستغراق ، وهذا خلاف مقتضى اللغة.
وعلى هذا فإن الأصل في أل العهدية أنها للاستغراق والعموم لا دلالة شيوع بدلي كالنكرة،
وعليه فإن الأصل في أل - بجميع أنواعها الجنسية والعهدية والاستغراقية - أنها للاستغراق والعموم إلا إذا وجدت قرينة أو دليل، فتنصرف بحسبهما، والله تعالى أعلم .
٥ - الفرق بين لام الصيرورة - العافبة- ولام التعليل.
لام العاقبة تكون للجهل بالعاقبة ، أو العجز عن دفعها.- كما نقله ابن القيم عن شيخه ابن تيمية في شفاء العليل- وتسمى لام المآل ، لأن ما بعدها قد يكون غير متوقع كقولهم : قدمت له العون لينكر الجميل.
فلام العاقبة إنما تصح ممّن يكون جاهلاً بعاقبة فعله ، أو ممّن يكون عاجزاً عن ردّ عاقبة فعله، ويستحيل دخول لام العاقبة في فعل الله تعالى وحيث وردت في كلام الله تعالى فهي لجهل الفاعل لعاقبة فعله .
وقال ابن هشام : لام العاقبة : هي التي يكون ما بعدها نقيضاً لمقتضى ما قبلها، فالتقاط
آلِ فرعون لموسى قصدوا أن يكون قرة عين لهم فآل الأمر أن يكون عدواً وحزناً.
بينما لام التعليل التي هي لام كي ، تدخل على ما هو غرض لفاعل الفعل ، ويكون مرتباً على الفعل، كقوله تعالى ( لنحئي به بلدة ميتاً).- الفرقان٤٩-.
ولهذا اختلف العلماء في اللام من قوله صلى الله عليه وسلم ( ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها) أي لقطع نفقتها، هل هي للتعليل ( لتكفأ) أو للعاقبة، والصحيح أنها للعاقبة، فلا يجوز سؤالها طلاق أختها وإن لم تقصد قطع النفقة عنها ، فهي لام صيرورة ولام مآل، وإن لم يكن مقصوداً ، بخلاف لام كي - لام التعليل- حيث إن الفعل لم يكن إلا من أجل العلة ، والله أعلم .
٦ - الفرق بين لام الملك ، ولام الاستحقاق، ولام الاختصاص.
لام الملك : هي التي تقع بين ذاتين ، وتدخل على مٓن يُتصور منه الملك.
كقولك : البيت لخالد، البيت : ذات ، خالد : ذات.
لام الاختصاص : هي التي تقع بين ذاتين، وتدخل على من لا يتصور منه الملك.
مثل : السجاد للمسجد.فالسجاد ذات وكذا المسجد، والمسجد لا يتصور منه الملك.وكذا قولنا : القفل للمكتبة.
ولام الاستحقاق : هي التي تقع بين اسم ذات واسم معنى .
كقولك : الحمد لله.
فالحمد : اسم معنى، والله : اسم ذات، وكذا قولنا: المجد لله .
كتبه / محمد بن سعد العصيمي / كلية الشريعة / جامعة أم القرى/ مكة المكرمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت