إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

السبت، 9 يوليو 2016

زخرفة المساجد بالألوان والنقوش والرسوم والرقم ونحوها مكروه//لفضيلة الشيخ د.محمد بن سعد العصيمي -حفظه الله


زخرفة المساجد بالألوان والنقوش والرسوم والرقم ونحوها مكروه ، وخلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا هو مذهب الشافعية ، والحنابلة .
وذلك مالم يكن في ذلك تشبهاً بأهل الكتاب مما هو من خصائصهم، ولم يصل إلى حد الإسراف عرفاً.
لما في صحيح البخاري ومسلم من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام ، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما انصرف ، قال اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم، وائتوني بأنبجانية - كساء غليظ لا علم فيه- أبي جهم، فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتي). فمجرد الفعل بالترك دليل على الكراهة، فألحق بذلك : كل ما يشغل عن الصلاة فهو مكروه.
ويؤيده ما رواه أبو داود- واختلف في وصله وإرساله ، كما ذكر الحافظ ابن حجر- من حديث ابن عباس ( ما أمرت بتشييد المساجد) والتشييد : هو رفعه والمبالغة فيه .
ففيه إشارة إلى الكراهة ، وأن هذا الفعل غير مطلوب شرعاً، وقد يكون ذلك سبباً وذريعة إلى الزخرفة والنقش.
ويؤيده أيضاً ، ما رواه أبو داود وصححه النووي والألباني ، من حديث أنس مرفوعاً ( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد). والزخرفة سبب من أسباب التباهي، وهو يدل على أن هذا الفعل خلاف المطلوب الشرعي، والمقصود من عمارتها.

وذهب بعض الحنفية، وهو وجه عند الشافعية، إلى القول بالتحريم ، لحديث ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)
والجواب : أن الأدلة السابقة صرفته من التحريم إلى الكراهة، وأن هذا خلاف الأفضل والأتم .
فإذا وصل إلى حد التشبه فهو حرام لحديث ( من تشبه بقوم فهو منهم) وكذا إذا وصل إلى حد الإسراف حرم ، لقوله تعالى ( ولا تسرفوا...).

وذهب الحنفية والمالكية إلى جواز زخرفة المساجد بالألوان والنقوش، لما في ذلك من ترغيب الناس في المساجد، وتعظيمها.
والجواب عن ذلك : أن الدليل العقلي لا عبرة به عند معارضته للدليل النقلي، وأن النقوش والزخرفة تكون سبباً لعدم الخشوع، والقاعدة : أن أي اجتهاد يعود على النص بالإبطال فهو باطل، وحديث عائشة ( فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتي ) نص في المسألة.
كما أن التعظيم يكون بما شرع الله تعالى، لا بما كرهه الشارع، ونهى عنه.
وبهذا يتضح وجحان القول بكراهة زخرفة المساجد ونقشها، والله تعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.
كتبه / محمد بن سعد هليل العصيمي/ كلية الشريعة/ جامعة أم القرى/ مكة المكرمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت