الأخذ من الشعر والظفر لمن أراد أن يضحي وهو غير حاج :
حكم الأخذ من الشعر والظفر لمن أراد أن يضحي وهو حاج :
جاء في صحيح مسلم عن أم سلمة مرفوعاً ( إذا دخلت عشر ذي الحجة، وأراد أحدكم أن يضحي فلا يقربن من شعره وأظفاره شيئاً ) أخرجه مسلم في صحيحه، ولا يعل بتفرد الصحابي به، فكثير من الأحاديث تفرد بها صحابي وتلقتها الأمة بالقبول. وقد عرض مسلم صحيحه على أبي زرعة الرازي، فحذف منه كل ما أعله الرازي.
وكون المحرم يشرع له الحلق والتقصير، لا يعني نكارة حديث أم سلمة، فالأضحية مشروعة في حق غير الحاج، والهدي مشروع للحاج، فإن هذا هو هدي النبي النبي صلى الله عليه،
حيث كان يضحي إن لم يحج ، ويهدي إذا حج . فإن أراد الحاج أن يضحي فإما أن يمسك عن ما ليس من نسك الحج من الشعر والأظفار على سبيل الاستحباب، وإما أن يقال لا يشرع لك الأضحية أصلاً لكونك حاجاً وتجعلها هدياً.
وتسمية الهدي أضحية أو العكس لا يغير الحكم الشرعي ، لأن العبرة بالمعاني لا بالألفاظ والمباني.
وحديث أبي سلمة محمول على الكراهة على رأي الجمهور ، وهو الأقرب في نظري، فالنهي صرف من التحريم إلى الكراهة، بقرينة كون الأضحية سنة على رأي الجمهور، وهو الأرجح، فما ترتب عليها أضعف من أصلها أو مثله على أحسن الأحوال، مما يدل على النهي في حديث أم سلمة للكراهة لا للتحريم خلافاً للمذهب عند الحنابلة ، حيث حملوا النهي على الأصل وهو التحريم .
وهذا الأصل صرف بما سبق.
كتبه / محمد بن سعد العصيمي / كلية الشريعة / جامعة أم القرى/ مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق