حكم صلاة أهل سيارات نقل الطلاب في المسجد قبل حضور الإمام الراتب:
أهل السيارات لهم ان يصلوا جماعة في الوقت قبل أن يخرج الوقت، لأن العلة هي الجماعة، وفي الحديث في الصحيح: (فأحرق على أناس لا يشهدون الجماعة بيوتهم).
فإذا دخلوا المسجد فليس لهم أن يصلوا قبل أن يصلي الإمام الراتب في الوقت المعتاد، وإذا لم يكن للمسجد إمام راتب فلا حرج، وفي الحديث: (لا يؤمن الرجل في سلطانه إلا بإذنه) وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (لا تقوموا حتى تروني).
وأما إذا كان ذلك بإذن الإمام، أو تأخر تأخراً غير معتاد بحيث يصل إلى المشقة غير المعتادة ولو على بعضهم، سقط إذن الإمام والحالة تلك.
والقاعدة: المشقة تجلب التيسير.
سواء كانت تلك المشقة غير معتادة، أو بإذن من الشارع عند وجودها.
فإذا كان هناك ضرورة، أو مشقة فادحة -مشقة غير معتادة- فإن الشريعة تخفف المشقة غير المعتادة حتى تصل إلى المشقة المعتادة، ولهذا رخصت الشريعة في ترك الجماعة من أجل العذر، كالمطر، والخوف، بل حتى فيما هو أقل من ذلك بكثير: كترك الجماعة لوجود طعام تشتهيه النفس، وفي الحديث: (لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافع الأخبثان)، وكان ابن عمر يأكل والإمام يصلي.
فإذا خشي على الطلاب عند تأخره للجماعة من سوء عليهم، أو سوء على نفسه، فإنه يعذر بترك الجماعة، وخصوصاً إن كن نساء من طالبات ونحوه.
* ومن صلى في المسجد الذي له إمام راتب قبل صلاة الإمام الراتب، لم تبطل صلاته على الأرجح، لأن النهي يعود لحق المخلوق، وهو الإمام الراتب، بدليل لو أذن لجاز، والقاعدة: النهي في المعاملات إذا كان يعود لحق المخلوقين لا يقتضي الفساد، كالمصراة وتلقي الجلب -وقد سبق بيانه في القواعد، فالنهي لما فيه من التفيت على الإمام الراتب.
* وكذا المسافر لا يصلي قبل الإمام الراتب في ذلك المسجد إلا إذا أذن الإمام، أو كان هناك ضرورة أو مشقة فادحة، أو تأخرالإمام تأخراً غير معتاديصل إلى حد المشقة غير المعتادة.
تنبيه: الأكثر عدداً في صلاة الجماعة أكثر أجراً.
لحديث: (صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته وحده، وما كان أكثر فهو أحب إلى الله).
والله تعالى أعلم.
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق