قاعدة : فرق بين العلة والحكمة . فالعلة : هي التي يناط - يعلق - بها الحكم ، وهي وصف مناسب منضبط. والحكمة : ما يترتب على ربط الحكم بعلته أو سببه من جلب لمصلحة أو دفع لمضرة . فعلة القصاص : القتل العمد العدوان، وحكمته : حفظ النفس . وعلة قطع اليد : السرقة ، والحكمة حفظ المال . وعلة قصر الصلاة الرباعية : السفر ، وحكمته : دفع المشقة . فليس كل ما فيه دفع لمشقة يكون به ترخيص في الحكم أو تخفيف إلا بدليل ، وقد يوجد الحكم ولا توجد الحكمة ، كجواز قصر الرباعية في السفر بلا مشقة ، بخلاف العلة : إذا وجد السفر جاز قصر الرباعية وإذا عدم السفر عدم قصر الرباعية - حتى في الحج على القول الراجح ، لأن القصر فيه للسفر لا للنسك . ،والتعرف على العلل والحِكم طريق لمعرفة مقاصد الشرع، والعلم بالمقاصد الشرعية له أثره الكبير في الأحكام الشرعية ،إذ أن الشريعة جاءت بجلب المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها ، ولا يمكن معرفة الحكمة إلا إذا عرفنا العلة إذ أن الأحكام منها ماهو معقول المعنى ، ومنها ما هو غير معقول المعنى . فالحكمة التي شرع لها الحكم لا يصلح بها التعليل ، ولا يستند عليها عند القياس، خلافاً للعلة . فحكمة الحكم : هي الباعث على تشريعه، والغاية المقصودة منه، أما علة الحكم : فهي الأمر الظاهر المنضبط الذي بنى الشارع الحكم عليه، وربطه به وجوداً وعدماً. علماً: بأن الرازي والبيضاوي وابن الحاجب من الأصوليين قالوا : بجواز التعليل بالحكمة مطلقاً، ومنع من ذلك الجمهور. أما إذا كانت الحكمة ظاهرة منضبطة بنفسها فهي حكمة وعلة ، كما ذهب له الآمدي .
كتبه / محمد بن سعد العصيمي / عضو هيئة التدريس / كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة / في ١٤٣٦/٨/٢٨هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق