إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الأربعاء، 15 يوليو 2015

قاعدة. : الفرق بين القراءات السبع والأحرف السبعة//لفضيلة الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله


قاعدة. : الفرق بين القراءات السبع والأحرف السبعة . القراءات السبع التي تنسب للقراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها ، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من تلك الأحرف السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان رضي الله عنه المصحف . وهذه القراءات المشهورة هي اختيارات أولئك الأئمة القراء، فكل واحد منهم اختار أحسن وأولى ماعنده مما روي وعلّم ، فآالتزمه طريقة ، ورواه وأقر به ، واشتهر عنه ، وعرف به ، ونسب إليه ، فقيل حرف نافع ، وحرف ابن كثير ، وهكذا ولم يمنع واحد منهم اختيارالآخر ، ولا أنكره ، بل سوغه وجوزه، وكل واحد من هؤلاء السبعة روي عنه اختياران أو أكثر ، وكل صحيح - كما أوضحه القرطبي- (١). قال ابن تيمية - رحمه الله - ( بل إن مصحف عثمان رضي الله عنه هو أحد هذه الحروف السبعة ) (٢). وأما الأحرف السبعة الوارد ذكرها في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأها عليه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها فكدت أن أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف ثم لببته بردائه فجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يارسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ . فقال : هكذا أنزلت . ثم قال لي اقرأ فقرأت فقال : هكذا أنزلت . إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه ). وهشام وعمر كلاهما قرشيان ، وقريش ليس لها إلا لغة واحدة وإن تعددت ألفاظها للمعنى الواحد . وقد اختلف العلماء في هذه الأحرف اختلافاً كثيراً أشهرها : - ١ - الأحرف السبعة : معاني كتاب الله وهي : أمر، ونهي ، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة ، وأمثال (٣). ٢ - أن الأحرف السبعة : سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد . فمثلاً كلمة تعال يعبر عنها في لغة قبيلة : هلم . وفي قبيلة أخرى : أقبل . وهكذا . فحيث تختلف لغات العرب في التعبير عن معنى من المعاني يأتي القرآن متنزلاً بألفاظ على قدر هذه اللغات لهذا المعنى الواحد ، وحيث لا يكون هناك اختلاف فإنه يأتي القرآن بلفظ واحد أو أكثر ولا يزيد عن سبعة. ٣ - أن الأحرف السبعة : الأختلاف في أداء الكلمة القرآنية وفق ما جآء به الوحي . فالكلام لا يخرج عن سبعة أحرف في الاختلاف : الأول : اختلاف الأسماء من إفراد ، وتثنية ، وجمع ، وتذكير ، وتأنيث، ( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ) وقرئ ( لأمانتهم) بالإفراد . الثاني : اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر ( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا ) وقرئ ( بعّد) بتشديد العين مع فتحها . الثالث : اختلاف وجوه الأعراب ( ولا يضارّ كاتب ولا شهيد ) بفتح الراء وضمها . الرابع : الاختلاف بالنقص والزيادة ( وما خلق الذكر والأنثى) وقرئ بنقص كلمة ( ما خلق ) الخامس : الاختلاف بالتقديم والتأخير ( وجاءت سكرة الموت ) وقرئ ( وجاءت سكرة الحق بالموت ) السادس : الاختلاف بالإبدال ( وانظر إلى العظام كيف ننشزها) وقرئ ( ننشرها) . السابع : اختلاف اللغات ( اللهجات) كالترقيق والتفخيم والإظهار والإدغام (٤). والقاعدة : أن النص إذا كان يحتمل أكثر من معنى ولا تعارض بينها حمل على جميع تلك المعاني ، وعلى هذا تكون كل هذه المعاني صحيحة ولا تعارض بينها والحديث يحتملها. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تفسير القرطبي ٤٦٧/١. (٢) مجموع الفتاوى ٣٩٠/١٣. (٣) تفسير القرطبي٤٢/١، والبرهان للزركشي ٢١٣/١ ً (٤) القراءات المتواترة ، محمد حبش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتبه / محمد بن سعد العصيمي / عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة / في يوم السبت الموافق ١٤٣٦/٩/١٦هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت