حكم من عجز عمّا نذره :
لا يلزمه شيء ، وبه قال بعض الحنفية ، وهو قول عند الشافعية ، وهو الأقرب في نظري والعلم عند الله تعالى.،
لقوله تعالى :(لا يكلف الله نفساً إلا وسعها).وقياساً على ما لو نذر الصلاة قائماً فصلى قاعداً لعجزه فلا شيء عليه ، فكذا إذا عجز عمّا نذر.
وذهب الحنابلة إلى ان عليه كفارة يمين ، لحديث عقبة بن عامر عند أحمد والأربعة بلفظ
frown رمز تعبيري
إن الله تعالى لا يصنع بشقاء أختك شيئاً ، مرها فلتختمر ،ولتركب ، ولتصم ثلاثة أيام ).وفي سنده عبيد الله بن زحر وهو ضعيف ، منكر الحديث ،وذكر الذهبي في الميزان هذا الحديث من منكراته.
مع مخالفته للفظ الصحيحين فعن عن عقبة بن عامر قال : نذرت أختي أن تمشي إلى بيت الله حافية ، فأمرتني أن أستفتي لها رسول الله صلى الله عليه وسلم،فاستفتيته فقال :النبي صلى الله عليه وسلم ( لتمش ولتركب) ولم يذكر صياماً ولا هدياً.
- ولحديث ابن عباس مرفوعاً ( من نذر نذراً لم يسمّ فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذراً في معصية فكفارته كفارة يمين ، ومن نذر نذراً لا يطيقه فكفارته كفارة يمين) عند أبي داود وغيره ، قال أبو زرعة وأبو حاتم : الموقوف الصحيح ، وقال ابن حجر ( إلا أن الحفاظ رجحوا وقفه).
والموقوف من أقسام الحديث الضعيف.
- ولما رواه مسلم من حديث عقبة مرفوعاً ( كفارة النذر كفارة يمين).
والجواب : أن القياس يخصص النص العام ، فهذا النص مخصوص بالقياس على الواجب بأصل الشرع عند العجز عنه يسقط بلا كفارة ،فكذا المنذور .
وذهب الحنفية والمالكية والشافعية في الأظهر وهو رواية عن الإمام أحمد : أنه يلزمه دم .
لما روي عن ابن عباس أن أخت عقبة بن عامر : نذرت أن تمشي إلى الكعبة فقال صلى الله عليه وسلم ( إن الله لغني عن مشيها ، لتركب ، ولتهدي بدنة ) وفي رواية أخرى ( أن أخت عقبة بن عامر نذرت أن تمشي إلى البيت حافية ، وأنها لا تطيق ذلك ، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تركب وتهدي هدياً).
قال البخاري : لا يصح في حديث عقبة الأمر بالإهداء.
وبهذا يتبين رجحان القول الأول ، والله تعالى اعلم .
كتبه / محمد بن سعد العصيمي / عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة / جامعة ام القرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق