حتى تعرف الخوارج :-
الخوارج هم قوم قلبوا الحسنة إلى سيئة ، وكفروا بها.
كما فعل الخوارج مع علي- رضي الله عنه - في مسألة التحكيم . حيث قالوا : حكم الرجال ، وقد قال تعالى ( إن الحكم إلا لله)
والجواب عن ذلك أن نقول : إن التحكيم من حكم الله تعالى ، كما قال تعالى :
(وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا)
[سورة النساء 35]
والخوارج غالبهم يكفر بالكبيرة، ويستحلون دمآء المسلمين بالمعاصي ، ومن فرقهم من لا يكفر بها.
ومن أهم عقائد الخوارج :
تكفير من خالفهم من المسلمين ، بل ويكفرون من لم يهاجر إليهم ولو كان على طريقتهم.
ويحكمون بأن دار مخالفيهم من المسلمين، دار كفر .
وقد جاء في وصفهم من السنة ففي صحيح مسلم عن علي رضي الله عنه مرفوعاً( سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام ، يقولون من خير قول البرية ،يقرءون القران لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عندالله يوم القيامة).
قال القاضي : أجمع العلماء على أن الخوارج وأشباههم من أهل البدع والبغي متى خرجوا على الإمام ، وخالفوا رأي الجماعة، وشقوا العصا وجب قتالهم بعد إنذارهم ، والإعتذار إليهم، قال تعالى ( فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله). لكن لا يجهز على جريحهم ولا يتبع منهزمهم، ولا يقتل أسيرهم، ولا تباح أموالهم، وما لم يخرجوا عن الطاعة وينتصبوا للحرب لا يقاتلون، بل يوعظون ويستتابون من بدعتهم وباطلهم، ، وهذا كله ما لم يكفروا ببدعتهم ، فإن كانت بدعة مما يكفرون به جرت عليهم أحكام المرتدين .
وبهذا نعرف أن الخوارج الذين يحكم بكفرهم ، هم الذين ارتكبوا ناقض من نواقض الإسلام.
ومن لم يرتكب ناقض من نواقض الإسلام ، فهو في دائرة الإسلام ولا يحكم بردته، وعلى هذا يكون قوله صلى الله عليه وسلم ( يمرقون من الدين...) في حق من ارتكب ناقضاً،
والقاعدة : كل من اعتقد جواز شيء بتأوئل سائغ فلا إنكار عليه ، وكل من اعتقد مشروعية شيء بلا تأوئل سائغ أنكر عليه .
والله تعالى أعلم .
كتبه / محمد بن سعد العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق