إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الجمعة، 4 يناير 2019

حكم الاقتصار على بعض أذكار الصباح والمساء، دون البعض // لفضيلة الشيخ د. محمد بن سعد العصيمي -حفظه الله-.


حكم الاقتصار على بعض أذكار الصباح والمساء، دون البعض:

الأذكار من المستحبات التي لا مشقة فيها؛ لأنه لا يترتب على تركها إثم.
وكل ما أكثر الإنسان من الأذكار الصحيحة، دخل في قوله تعالى: { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ } [سورة الأحزاب:35].

والقاعدة: أحد أفراد العام لا يخصص به إذا كان موافقاً له في الحكم.
وإذا اقتصر على بعضها جاز.
وهناك أذكار في الصباح والمساء تستحب المواظبة عليها، كقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين، ثلاثاً ثلاثاً.
صباحاً ومساء.
* وهناك أذكار تستحب المواظبة عليها، مثل: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) مئة مرة.
ونحو ذلك، مما وردت به السنة.
وكذلك إذا التزم المسلم بذكر من الأذكار المشروعة غير المبتدعة، فإنه يدخل في ذكر الله تعالى المطلق، الوارد في الآية السابقة.
وفِي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه ، مثل الحي والميت" رواه البخاري.
 وفي حديث عبدالله بن بسر لما قال: يا رسول الله، علمني بابًا أتشبث به؛ فإنَّ شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ، قال: ل"ا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله"، فينبغي للمؤمن أن يكون كثير الذكر حتى يكون بعيدًا عن مشابهة الأموات، فالغافل شبيه الميت، والذاكر شبيه الحي: وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ .
والذكر هنا مطلق، والقاعدة: المطلق يصح على أقل ما يتناوله اللفظ.
فإذا أكثر من الذكر كان ذلك أفضل. 
والقاعدة: أن الحكم إذا علق على وصف، قوي بمقار ذلك الوصف فيه.


* ويتأكد الذكر عقب الصلوات الخمس المفروضة؛ لقوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ} [سورة النساء:103]. 
♦ والمراد ﴿ فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ ﴾، يَعْنِي: صَلَاةَ الْخَوْفِ، أَيْ: فَرَغْتُمْ مِنْهَا، ﴿ فَاذْكُرُوا اللَّهَ ﴾ أَيْ صَلُّوا لِلَّهِ ﴿ قِيامًا ﴾ فِي حَالِ الصِّحَّةِ، ﴿ وَقُعُودًا ﴾، فِي حَالِ الْمَرَضِ، ﴿ وَعَلى جُنُوبِكُمْ ﴾، عِنْدَ الجرح والزمانة، 
وَقِيلَ: اذْكُرُوا اللَّهَ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّمْجِيدِ، عَلَى كُلِّ حَالٍ.
والقاعدة: النص إذا كان يحتمل احتمالين غير متعارضين، بحسب وضع واحد، حمل على جميع تلك المعاني -كما سبق في القواعد-.
وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله بعد الصلوات المفروضة، وهل هذا الذكر، يتقيد فيه بما ورد، ولا يشرع إلا بما ورد، لأن الأصل في العبادات التوقيف.
أو يقال: يشرع بكل ذكر لله تعالى ورد أم لم يرد.
والأقرب الثاني، لعموم الأدلة الدالة على مشروعية ذكر الله تعالى مطلقاً، وكذا الأدلة الدالة على مشروعية ذكر الله تعالى عقب الصلوات المفروضة، والقاعدة: أحد أفراد العام لا يخصص به إذا كان موافقاً له في الحكم.
ولكن الأفضل أن يكون ذلك بما ورد.

كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة/ جامعة أم القرى / مكة المكرمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت