إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الجمعة، 30 يوليو 2021

حكم رؤية الله تعالى في المنام / فرق بين المثال والمثل / فرق بين الرؤيا والرؤية // لفضيلة الشيخ د. محمد بن سعد الهليل العصيمي -حفظه الله-.


 حكم رؤية الله تعالى في المنام:


فرق بين المثال والمثل:


فرق بين الرؤيا والرؤية: 

————-


أ- قال تعالى عن موسى عليه السلام: (رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ).


ب-  حديث أبي موسى الأشعري في مسلم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه... حجابه النور)).


ج-  قال صلى الله عليه وسلم: ((اعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه في الدنيا)).


د- حديث ابن عباس: ((رأيت ربي في صورة حسنة)).


و- حديث: ((رأيت ربي في صورة شاب أمرد))


ن- في صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سُئل: هل رأيت ربك؟ -يعني ليلة المعراج-، فقال: ((نور أنى أراه؟))،وفي لفظ: ((رأيت نوراً)) وفي لفظ: ((حجابه النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)).


ي- عن عائشة -رضي الله عنها- أنه لما سألها مسروق: هل رأى محمد ربه؟ قالت: لقد قفّ شعري مما قلت، ثم قالت: من حدثك أن محمداً رأى ربه فقد كذب).


———

١- يستحيل شرعاً رؤية الله تعالى في الدنيا في حال اليقظة: (لن يرى أحد منكم ربه في الدنيا).


٢- استحالة رؤية الله تعالى في حال اليقظة في الدنيا لعجز في الرائي لا لامتناع الرؤيا،   وفي منهاج السنة لشيخ الإسلام: "وإنما لم نره في الدنيا لعجز أبصارنا، لا لامتناع الرؤيا، فهذه الشمس إذا حدق الرائي البصر في شعاعها ضعف عن رؤيتها لا لامتناع في ذات المرئي، بل لعجز الرائي، فإذا كان في الدار الآخرة أكمل الله قوى الآدميين حتى أطاقهم رؤيته، ولهذا لما تجلى الله للجبل خر موسى صعقاً، قال: سبحانك تبت إليك، وأنا أول المؤمنين) بأنه لا يراك حي إلا مات، ولا يابس إلا تدهده، ولهذا كان البشر يعجزون عن رؤية الملَك في صورته إلا من أيده الله كما أيد نبينا -صلى الله عليه وسلم-.


٣- رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج، رؤية قلبية، لا بعيني رأسه، لقوله صلى الله عليه وسلم (نور أنى أراه)، فهي رؤية بالروح والبصيرة لا بالبصر، رؤية قلب وفؤاد، وليست رؤية عين، والمراد بالرؤية بعين القلب: العلم الزائد عن العلم العادي لا مجرد حصول العلم، وقيل: رؤية عين، وفيه نظر، لما سبق.


٤- رؤية الله تعالى في المنام حق، ولا تعني أن الله تعالى على تلك الصورة، (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). وذلك أن المرئي مثالٌ أو رمزٌ ولا يمكن أن يوصَف أو يكيف، وإنما هو خطابٌ أو إشارة يقع في روع النائم أنه الله.  


 فالرؤيا غير الرؤية، فيمكن أن يرى من الرؤيا لا من الرؤية في الدنيا، فالرؤيا مثالاً لا مثلاً -كما سيأتي-. 


ولا يلزم من هذه الرؤيا أن يكون الرب مثل ما رآه؛ لأن هذه الرؤيا من ضرب الملك الأمثال. فرؤيا الله تعالى في المنام لا تقتضي التشبيه، بل تكون على وجه لا يكون فيه التشبيه.

 قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: "ومن رأى الله -عز وجل- في المنام فانه يراه في صورة من الصور بحسب حال الرائي أن كان صالحاً رآه في صورة حسنة، ولهذا رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحسن صورة...".

 

وقال في موضع آخر: "وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صورة متنوعة على قدر إيمانه ويقينه، فإذا كان إيمانه صحيحاً لم يره إلا في صورة حسنة، وإذا كان في إيمانه نقص رأى ما يشبه إيمانه، ورؤيا المنام لها حكم غير رؤيا الحقيقة في اليقظة، ولها تعبير وتأويل لما فيها من الأمثال المضروبة للحقائق...".

 

وقال الحافظ ابن حجر: قال في الفتح في كتاب التعبير: (جوز أهل التعبير رؤية الباري -عز وجل- في المنام مطلقاً، ولم يجروا فيها الخلاف في رؤيا النبي -صلى الله عليه وسلم-).

 

وقال العلامة الملا القاري: قال في المرقاة: (إذا كان هذا في المنام فلا إشكال فيه، إذ الرائي قد يرى غير المتشكل متشكلاً، والمتشكل بغير شكله، ثم لم يعد ذلك بخلل في الرؤيا، ولا في خلد الرائي، بل له أسباب أخر تذكر في علم المنام -أي التعبير-، ولولا تلك الأسباب لما افتقرت رؤيا الأنبياء -عليهم السلام- إلى تعبير).


وقال الإمام ابن الجوزي: قال في صيد الخاطر: (فإن قيل: فما تقولون في رؤية الحق سبحانه؟ فنقول: يرى مثالاً لا مثلاً، والمثال لا يفتقر إلى المساواة والمشابهة، كما قال تعالى: ﴿أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا﴾ فضربه مثالاً للقرآن، وانتفاع الخلق به، ويوضح هذا أنه إنما يرى من رأى الحق -سبحانه وتعالى- على هيئة مخصوصة، والحق -سبحانه وتعالى- منزه قد توحد، فوضح ما قلناه) .


وقال شيخنا ابن باز -رحمه الله-: فقد "ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وآخرون: إنه يمكن أن يرى الإنسان ربه في المنام، ولكن يكون ما رآه ليس هو الحقيقة؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [سورة الشورى: 11] فليس يشبهه شيء من مخلوقاته، لكن قد يرى في النوم أنه يكلمه ربه، ومهما رأى من الصور فليست هي الله -جل وعلا-؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى، فلا شبيه له ولا كفؤ له، وذكر الشيخ تقي الدين -رحمه الله- في هذا أن الأحوال تختلف بحسب حال العبد الرائي، وكل ما كان الرائي من أصلح الناس وأقربهم إلى الخير كانت رؤيته أقرب إلى الصواب والصحة، لكن على غير الكيفية التي يراها، أو الصفة التي يراها؛ لأن الأصل الأصيل أن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى، ويمكن أن يسمع صوتاً ويقال له كذا، وافعل كذا، ولكن ليس هناك صورة مشخصة يراها تشبه شيئاً من المخلوقات؛ لأنه سبحانه ليس له شبيه ولا مثيل سبحانه وتعالى، وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه رأى ربه في المنام من حديث معاذ -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه رأى ربه، وجاء في عدة طرق أنه رأى ربه، وأنه سبحانه وتعالى وضع يده بين كتفيه حتى وجد بردها بين ثدييه، وقد ألف في ذلك الحافظ ابن رجب رسالة سماها: (اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى) وهذا يدل على أن الأنبياء قد يرون ربهم في النوم... وأما الرؤيا في النوم التي يدعيها الكثير من الناس فهي تختلف بحسب الرائي -كما قال شيخ الإسلام رحمه الله- بحسب صلاحهم وتقواهم؛ وقد يخيل لبعض الناس أنه رأى ربه وليس كذلك، فإن الشيطان قد يخيل لهم ويوهمهم أنه ربهم....).


تنبيه: الأحكام الشرعية لا تؤخذ من الرؤيا -كما تفعله المتصوفة-، فالوحي قد انقطع من السماء بموت النبي صلى الله عليه وسلم، وليست الرؤيا من مصادر التشريع.


وبهذا يتضح المراد والله أعلم.


كتبه/ د. محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت