حكم النوم على البطن
ورد في سنن أبي داود من حديث طهفة - وقيل طخفة - أنه كان نائماً على بطنه في المسجد فإذا رجل يحركه برجله ، فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إن هذه ضجعة يبغضها الله تعالى )
وقد حدث اضطراب كبير في إسناد هذا الحديث، ذكره البخاري في التاريخ الكبير وقال عن الحديث ( لا يصح).
وفي طريق أبي هريرة في المسند وغيره ( لا يحبها الله ) وفيه محمد بن عمرو وقد أخطأ فيه ، كما بينه البخاري في التاريخ الكبير، وأبو حاتم في العلل. والصواب كالطريق السابق.
وعند أحمد من طريق عمرو بن الشريد ، وهي مرسلة وإن وقع في بعض الطبعات أنها متصلة.
والمرسل من أقسام الحديث الضعيف.
وفي طريق ابن ماجة والبخاري في الأدب المفرد عن أبي أمامة مرفوعاً ( أنها ضجعة أهل النار ) وفيه الوليد بن جميل قال عنه أبو حاتم : ( شيخ يروي عن القاسم أحاديث منكرة ).
ولهذا من أهل العلم من ضعف هذا الحديث لما تقدم ، - ومن أفضل من تكلم عليه وبين علته أبو إسحاق إبراهيم الحربي في كتابه : إكرام الضيف - فيكون النوم على البطن لا بأس به شرعاً.
ومنهم من رأى أن هذا الحديث يرتقي إلى درجة الحسن لغيره كالعلامة الشيخ الألباني .
وعليه يكون النوم على البطن مكروهاً.
فإن قيل كيف يكون مكروهاً لا محرماً مع أن ظاهر الحديث يقتضي التحريم إن صح ،
فالجواب من وجهين :
الأول : الأئمة الأربعة : أن الطلب - الأمر أو النهي- عندهم في باب الآداب محمول على الاستحباب أو الكراهة ، لأنه من تهذيب السلوك .
الثاني : أن الحكم إذا ثبت بنص متكلم في سنده فإن من أهل العلم من يخفف الحكم فيه ، لعدم قوة ثبوت سنده.
ومع ذلك فإن الأقرب : أن النوم مضطجعاً لا بأس به لضعف الحديث وكونه معلولاً، وإذا صح فهو محمول على الكراهة والله تعالى أعلم.
كتبه / أبو نجم /محمد بن سعد العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق