القواعد الفقهية - الخمس - الكبرى .
القاعدة الأولى
الأمور بمقاصدها
الأمور: التصرفات الفعلية والقولبة والاعتقادية.
وليس المراد من هذه الأمور : ذاتها .
وإنما المراد أحكامها وحقيقتها أو تكييفها، كالصحة والفساد، والطاعة أو المعصية، والثواب أو العقاب، والوجوب أو الندب، وغير ذلك من الأحكام أو اعتبار التصرفات بيعاً أو إجارة أو شركة أو قرضاً أو وعداً أو غير ذلك من التكييفات التي تبنى على قصد المتصرف.
بمقاصدها : إرادته وتوجهه ، أي نحو انبعاث القلب نحو ما يراه موافقاً لغرض من جلب نفع او دفع ضر، وهو تعريف النية.
@ معنى القاعدة : أن تصرفات المكلف تختلف أحكامها الشرعية باختلاف إرادته ونيته.
فبالنية يكون الفعل عبادة أو عادة ، كغسل النظافة وغسل الجنابة . وبالنية يكون التصرف طاعة أو معصية كمن يهجر الشخص لله ممن يغلب على ظنه أن ينزجر بهجره فهجره والحالة تلك طاعة ، ومن يهجر أخاه فوق ثلاث من أجل الدنيا فهجره والحالة تلك معصية .
وبالنية يكون القول حلالاً أو حراماً، كمن قال للعاصي: يافاسق غضباً لله تعالى، جاز، ومن قال : يافاسق لمن لا يستحقها، لم يجز.
وبالنية يكون العقد صحيحاً أو فاسداً، كمن تزوج المرأة بنية تحليلها لزوجها الأول، فالعقد فاسد، ومن تزوجها نكاح رغبة صح عقده.- مع توفر الشروط، وانتفاء الموانع - .
@ دليل القاعدة : قوله صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امريء ما نوى ) أي لا يصح عمل إلا بنية، وليس للعامل من عمله إلا ما نواه .
وقال تعالى ( ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً).
وقال تعالى ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) والإخلاص لا يتحقق إلا بالقصد والنية.
وقال تعالى ( والله يعلم المفسد من المصلح) فرب أمر مباح أو مطلوب بقصد آخر يكون ممنوعاً .
وحديث ابن اللتبية لما بعثه صلى الله عليه وسلم لجمع الصدقات، فلما جآء قال : هذا لكم وهذا أهدي إليّ ، فقال صلى الله عليه وسلم ( فهلا جلس في بيت أمه فينظر أيهدى إليه...).
@ حكم النية : إيجادها في أول العمل ركن، واستصحابها بمعنى أن لا يأتي بمناف لها شرعاً شرط. وهذا فيما كانت النية معتبرة في صحته. وأما ما يصح من العمل بلا نية كالمباحات ،والكف عن المعاصي، فلا يحصل الثواب على عملها إلا بنية فعلها أو تركها لله تعالى .
@ المقصود من النية :
يقصد بالنية ثلاثة أمور :
١ - من المقصود بالعمل، بمعنى الإخلاص في العمل.
٢ - تمييز العبادات عن بعضها البعض، فمثلاً غسل النظافة، وغسل الجنابة ، صغتهما واحدة، ولا تتميز عن بعضها إلا بالنية.
٣ - تمييز العبادات بعضها عن بعض، كصلاة الظهر والعصر للمسافر ، وقتهما واحد، ولا تتميز الظهر عن العصر إلا بالنية .
@ الفرق بين القصد والنية :
النية لا تتعلق إلا بفعل الإنسان نفسه، والقصد يتعلق بفعل الفاعل نفسه وبفعل غيره.
كما النية تكون فيما يقدر عليه وما يعجز عنه بخلاف القصد فلا يكون إلا فيما هو مقدور .عليه.
إذ القصد في اللغة: إتيان الشيء وأمًه والتوجه إليه.
@ الفرق بين القصد والإرادة :
القصد : إرادة في حال إيجاد الفعل فقط، فلا يصح أن تقول : قصدت أن أزورك غداً، أما الإرادة أعم من ذلك .
إذ الإرادة في اللغة : طلب الشيء واختياره ومشيئته له.
@ الفرق بين القصد والعزم .
القصد يتعلق بالحال، والعزم يتعلق بالاستقبال.
إذ العزم في اللغة : القطع.
@ الفرق بين القصد والهم :
الهم يسبق القصد ، فقد يهم الإنسان بالأمر قبل القصد إليه، وذلك أنه يبلغ آخر عزمه عليه ثم يقصده.
إذ الهم في اللغة: من هم بالشيء أراده وعزم عليه.
والله تعالى أعلم .
كتبه / محمد بن سعد العصيمي/ كلية الشريعة/ جامعة أم القرى/ مكة المكرمة .
كلام دقيق .. وتفصيل رائع
ردحذفحفظكم الله ورعاكم
وجعل عملكم خالصا لوجهه عز وجل
نصائح للتخلص من الضغوط التي تواجهك في حياتك، مقال رائع جداً ..
ردحذفلا يفوتكم ⬇⬇
https://noslih.com/article/%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%AD%20%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%AE%D9%84%D8%B5%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%BA%D9%88%D8%B7%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%20%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D9%83%20%D9%81%D9%8A%20%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%83