إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الجمعة، 11 مايو 2018

حكم لعبة ويجا - لعبة تشارلي //لفضيلة الشيخ د.محمد بن سعد العصيمي - حفظه الله


حكم لعبة ويجا - لعبة  تشارلي - :

وهي لعبة ينادى فيها للجن أو بعضهم ، ليحرك شيئاً في اللعبة من غير ظهور التحريك بشيء محسوس .
فهي لعبة لاستحضار الشياطين والتدخل في اللعبة :
وهذه اللعبة تحتوي على عدة محاذير :

١ - طريق للدخول في السحر، وقد قال تعالى:  ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )  . وذلك  أن الشياطين عمدوا إلى كتاب فكتبوا فيه السحر والكهانة وما شاء الله من ذلك , فدفنوه تحت مجلس سليمان , وكان سليمان لا يعلم الغيب , فلما فارق سليمان الدنيا استخرجوا ذلك السحر , وخدعوا به الناس وقالوا : هذا علم كان سليمان يكتمه ويحسد الناس عليه : لما جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا لما معهم { نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب } الآية . قال : اتبعوا السحر , وهم أهل الكتاب .. وقيل : بل عنى الله بذلك اليهود الذين كانوا على عهد سليمان . 
واتبعوا ﴾ يعني: علماء اليهود ﴿ ما تتلوا الشياطين ﴾ أَيْ: ما كانت الشَّياطين تُحدِّث وتقصُّ من السِّحر ﴿ على ملك سليمان ﴾ في عهده وزمان مُلْكه وذلك أنَّ سليمان عليه السلام لما نُزع ملكه دفنت الشَّياطين في خزانته سحراً ونيرنجات فلمَّا مات سليمان دلَّت الشياطين عليها النَّاس حتى استخرجوها وقالوا للنَّاس: إنَّما مَلَكَكُم سليمان بهذا فتعلَّموه فأقبل بنو إسرائيل على تعلُّمها ورفضوا كتب أنبيائهم فبرَّأ الله سليمان عليه السَّلام فقال: ﴿ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ﴾ أَيْ: لم يكن كافراً ساحراً يسحر ﴿ ولكنَّ الشياطين كفروا ﴾ بالله ﴿ يعلمون الناس السحر ﴾ يريد: ما كتب لهم الشَّياطين من كُتب السِّحر ﴿ وما أنزل على الملكين ﴾ أَيْ: ويُعلِّمونهم ما أُنزل عليهما أَيْ: ما علِّما وأُلْهِمَا وقُذِف فِي قلوبهما من علم التَّفرقة وهو رقيةٌ وليس بسحرٍ وقوله: ﴿ وما يعلِّمان ﴾ يعني: المَلَكَيْن السِّحر ﴿ من أحدٍ ﴾ أحداً ﴿ حتى يقولا إنما نحن فتنة ﴾ ابتلاءٌ واختبارٌ ﴿ فلا تكفر ﴾ وذلك أن الله عز وجل امتحن النَّاس بالملكين فِي ذلك الوقت وجعل المحنة في الكفر والإيمان أن يقبل القابلُ تعلُّم السِّحر فيكفر بتعلُّمه ويؤمن بتركه ولله تعالى أن يمتحن عباده بما شاء وهذا معنى قوله: ﴿ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ﴾ أَيْ: محنة من الله نحبرك أنَّ عمل السِّحر كفرٌ بالله وننهاك عنه فإنْ أطعتنا نجوت وإن عصيتنا هلكت وقوله تعالى ﴿ فيتعلمون ﴾ أَيْ: فيأتون فيتعلَّمون من الملكين ﴿ مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ﴾ وهو أن يؤخذ كلُّ واحدٍ منهما عن صاحبه ويُبغَّض كلُّ واحدٍ منهما إلى الآخر ﴿ وما هم ﴾ أَيْ: السَّحَرة الذين يتعلَّمون السِّحر ﴿ بضارين به ﴾ بالسِّحر ﴿ من أحدٍ ﴾ أحداً ﴿ إلاَّ بإذن الله ﴾ بإرادته كون ذلك أَيْ: لا يضرُّون بالسِّحر إلاَّ مَنْ أراد الله أن يلحقه ذلك الضَّرر ﴿ ويتعلمون ما يضرُّهم ﴾ في الآخرة ﴿ ولا ينفعهم ﴾ (في الدُّنيا) ﴿ ولقد علموا ﴾ يعني: اليهود ﴿ لمن اشتراه ﴾ من اختار السِّحر ﴿ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ﴾ من نصيب في الجنة ثمَّ ذمَّ صنيعهم فقال: ﴿ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ﴾ أَيْ: بئس شيءٌ باعوا به حظَّ أنفسهم حيث اختاروا السِّحر ونبذوا كتاب الله ﴿ لو كانوا يعلمون ﴾كُنه ما يصير إليه مَنْ يخسر الآخرة من العقاب.

٢- أن فيها استعانة بالشياطين ، والتي لا تخدم إلا من كفر الله تعالى، أو استجاب لأمره بالكفر غالباً، فإن كان خدمته لهم بعمل يكفر به ، فهو كفر أكبر.
وهذا  التحضير المذكور ،  فلا شك أن المحضر إما أن يكون من خدام الشيطان الذين يتقربون إليهم بما يحبون ، أو يكتب حروفاً غير مفهومة تحتوي على شرك أو دعاء لغير الله فتجيبه الجن ويسمع كلامها الحاضرون ، والغالب أنه يحضر شخصاً ضعيف العقل والدين قليل الاهتمام بالذكر والدعاء حتى يلابسه الجني ويتكلم على لسانه ، ولا يفعل ذلك إلا السحرة والكهنة ونحوهم .

٣ - أن فيها خطراً على لاعبها ، لأن الجن قد تلتبس به فتؤذيه ، قال تعالى ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وقال تعالى ( ولا تقتلوا أنفسكم إنه كان بكم رحيماً )
وقال صلى الله عليه وسلم ( لا ضرر ولا ضرار).
وأي ضرر أعظم من يعرض نفسه للخطر من شياطين الجن  الذين يتخبطون بعقل الإنسان وبدنه ودينه، قال تعالى ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ...).

٤ - أن سؤال الكهان والعرافين ونحوهم من  الذين يدعون علم الغيب المستقبلي الذي لا يعلمه إلا الله تعالى ، وتصديقهم  في معرفتهم للغيب الذي لا يعلم به إلا الله تعالى  ناقض من نواقض الإسلام ، قال تعالى ( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ..)
فلا يعلم علم الغيب المستقبلي إلا الله، وأما الغيب الماضي، فهو غيب نسبي يعلمه أناس أو جن دون آخرين.
عن عائشة رضي الله عنها قالت : سأل رسول الله أناس عن الكهان ، فقال :( ليسوا بشيء ، فقالوا: يا رسول الله إنهم يحدثونا أحياناً بشيء، فيكون حقاً ؟فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني، َفيقرها- يلقيها- في أذن وليه، فيخلطون معها مائة كذبة ) متفق عليه، وفِي رواية للبخاري عن عائشة مرفوعاً( إن الملائكة تنزل في العَنان      - السحاب - فتذكر الأمر قضي في السماء ، فيسترق الشيطان السمع، فيسميه، فيوحيه إلى الكهان ، فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم ).
ومجرد سؤال العّرافين والكهان وتصديقهم  في أمر ماض  لا تقبل  من السائل لهم أربعين صلاة . 
واعتقاد معرفتهم لعلم الغيب المستقل ، مخرج من الملة .

٥ - لا تجوز الاستعانة بالجن في معرفة نوع الإصابة ونوع علاجها ؛  قال تعالى : " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا " الجن : 6 ، وقال تعالى : " ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم " الأنعام 128 ، ومعنى استمتاع بعضهم ببعض أن الإنس عظموا الجن وخضعوا لهم واستعاذوا بهم ، والجن خدموهم بما يريدون وأحضروا لهم ما يطلبون ، ومن ذلك إخبارهم بنوع المرض وأسبابه مما يطلع عليه الجن دون الإنس ؛ وقد يكذبون فإنهم لا يُؤمَنون ، ولا يجوز تصديقهم .
وبهذا يتبين خطر هذه اللعبة، وأنها سبب لوقوع الإنسان في الخطر العظيم  الذي قد يفقده دينه ويضره في بدنه. 
والله تعالى أعلم .

محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت