إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الثلاثاء، 5 مارس 2019

حكم قول: اللهم لا تحوجنا للناس// لفضيلة الشيخ د. محمد بن سعد العصيمي -حفظه الله-.


حكم قول: اللهم لا تحوجنا للناس.
** * ** * **
قال تعالى: (أهم يقسمون رحمة ربك، نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً، ورحمة ربك خير مما يجمعون).
ومعنى سخرياً: ليسخر الله بعضكم لبعض، فالأمر بيننا تكاملي، فكل سخره الله تعالى لخدمة غيره من البشر، فهو خادم ومخدوم.
يخدم في شيء ويخدم بشيء، وينتفع بعضهم من بعض، فلا غنى للبشر عن البشر بحكمة وإرادة وتدبير الخالق جل وعلا.

* فإذا كان المقصود: أن لا  يحوجنا للناس، أن يغنينا عن خدمتهم والمنفعة والانتفاع بهم، فهذا من الاعتداء في الدعاء، ومخالفاً لسنة الله تعالى في الكون. فيكون غير جائز، للآية السابقة.
وغالب الظن في إطلاق كثير من الناس، لهذا اللفظ: أن لا تحوجنا لهم احتياجاً مذموماً.
بمعنى: لا تحوجنا يا الله للناس احتياجاً مذموماً، كالمسألة المحرمة، والفقر الذي يلجينا إلى ما عندهم، أو اللهم لا تحوجنا إلى اللئـام من خلقك، ونحو ذلك من كل احتياج يشعر بذلنا وضعفنا وفاقتنا إلى ما في أيديهم، أو صنف خاص منهم، لما في الاحتياج إليه ذُل وصغار، وعلى هذا المعنى يكون هذا الدعاء مشروعاً.

والقاعدة في ذلك:
١- العرف المقارن للخطاب من مخصصات النص العام -تقدمت في القواعد-.

٢- القاعدة أيضاً في ذلك: جواز إطلاق العام، ويراد به الخاص.
وهذا من لغة العرب، كما تقول: نطلب حسباً ونسباً يد ابنتك فلانة.
ويريدونها كاملة، لا اليد فقط.
فكذا ههنا.
٣- كل ما جرت العادة بسؤاله، لا يعتبر سؤاله مذموماً، كالقرض والعارية -وقد سبق ذكرها في القواعد-.
والله تعالى أعلم .

كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت