إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الثلاثاء، 20 أغسطس 2019

تأملات قرآنية (تطبيقات من القواعد على الآيات الكريمات)// لفضيلة الشيخ د. محمد بن سعد العصيمي -حفظه الله-.


تأملات قرآنية (تطبيقات من القواعد على الآيات الكريمات):

١- قال تعالى: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً).

والمعنى: ألم تعلم أيها الرسول شأن أولئك اليهود الذين أعطوا حظاً من العلم يصدقون بكل ما يعبد من دون الله من الأصنام وشياطين الإنس والجن تصديقاً يحملهم على التحاكم إلى غير شرع الله، ويقولون: هؤلاء الكافرون أقوم وأعدل طريقاً من الذين آمنوا. ففيه التحذير من أن يستمد الإنسان أحكامه من غير شرع الله في كل مجالات الحياة.
قاعدة: يطلق العام ويراد به الخاص أحياناً.

قال تعالى: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً).

وفيه: أن المراد بـ (يؤمنون بالجبت والطاغوت) إيماناً يحملهم على التحاكم إلى غير شرع الله تعالى. فليس المراد مجرد الإيمان والتصديق بوجود الجبت والطاغوت، فهما موجودان، ولكنه إيماناً معيناً.
فإيمانهم  بالجبت والطاغوت المراد به ههنا: هو الإيمان الذي يحملهم على التحاكم إليه من دون الله تعالى.

٢- فال تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين).
الفتنة في الدين أعظم من  فتنة القتل (والفتنة  أشد من القتل).
والمعنى: وابتلاء المؤمن في دينه حتى يرجعَ عنه فيصير مشركا بالله من بعد إسلامه، أشدُّ عليه وأضرُّ من أن يُقتل مقيمًا على دينه متمسكا عليه، مُحقًّا عليه.
والقاعدة: الخطاب الموجه للنبي صلى الله عليه وسلم، موجه لأمته إلا ما دلّ الدليل على تخصيصه.

٣- قال تعالى: (ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأَضَلُّوا كثيراً  وضلوا عن سواء السبيل).
هذه الآية  وإن كان المراد بها اليهود في شأن عيسى إلا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

وإنما يعني تعالى ذكره بذلك، كفرَهم بالله، وتكذيبَهم رسله: عيسى ومحمدًا صلى الله عليه وسلم، وذهابَهم عن الإيمان وبعدَهم منه. وذلك كان ضلالهم الذي وصفهم الله به.

* والقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، إلا إذا كان السبب معنوياً فإن العام يتقيد بما يشبه حال ذلك السبب -وقد بينا ذلك في القواعد-.

٤- قال تعالى: (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون).

هذه الآية تشمل كل أمة، ومنها أمة النبي صلى الله عليه وسلم.

والمعنى: لما نسي القوم ما دعتهم إليه الرسل من توحيد الله وعبادته وترك معصية الله تعالى، فتح الله عليهم الصحة في الأبدان والسعة في الأرزاق استدراجاً لهم، وحل محل البأساء الرخاء والأمن والطمأنينة، فلما فرحوا بذلك مع استدامة معصية الله تعالى، جاءهم عذاب الله بغتة فإذا هم مهلكون حزينون منقطعة حجتهم لا عذر لهم ولا بقية.
ففي هذه الآية الحذر من معاصي الله تعالى والمجاهرة بها مع بقاء النعم.
والقاعدة في ذلك: أن المنصوص عليه وما في معناه، حكمهما واحد.
والقاعدة أيضاً: حذف المتعلق مشعر بالعموم.

٥-  قال الله جل وعلا: (قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون).
فالله عز وجل لم يأمر بالفحشاء والمنكر والفساد والإفساد، بل أمر بالعدل، فكل شرك ومعصية وفحشاء وفساد ليس من العدل في شيء، وأمرنا تعالى أن نتوجه إلى الكعبة مخلثصين في صلاتنا وجميع عباداتنا، نتبتغي ذلك وجه الله والدار الآخرة.
وفِي الآية التحذير ممن يفسد ويفسد وينسب ذلك إلى دين الله، ولو كان ممن يداهن في دين الله تعالى وينسب إلى الله تعالى ما لم يشرعه الله.
والقاعدة: كل ما جاء به الشرع فهو العدل، وكل من حكم بغير الشرع فقد ظلم.

أبو نجم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت