هل الصف الأول ، لمن صف مع الإمام أو لمن صف خلف الإمام .
————
صورة المسألة: إذا صلى الإمام بالمأمومين ، وليس بجوار الإمام أحد ، فالصف الأول : هو الذي يلي الإمام . ولكن إذا صف مع الإمام غيره، لضيق المكان أو نحو ذلك من الأعذار ، ماذا يسمى الصف الذي مع الإمام ، هل هو الصف الأول أو الصف الثاني . وهل تنتقل فضيلة الصف الأول من الصف الذي يلي الإمام إلى الصف الذي مع الإمام ؟
——
عند التأمل نجد أن. من صلى بجوار الأمام سواء كان واحداً أو أكثر ، إذا كان ذلك عند تكبيرة الإحرام والشروع في الصلاة ، للعذر ، فالصف الأول هو الذي مع الإمام ، وذلك ان الناظر للصفين يعلم بأن الصف الذي مع الإمام هو الأول ، ولا يمكن اعتباره الثاني لغة . بل الثاني هو الذي خلف الأمام.
وأما بعد الشروع في الصلاة وتقدم الإمام ، وتأخر المأمومين اتباعاً للسنة ، فالصف الذي خلف الإمام مباشرة ، هو الصف الأول، وذلك : لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان.
والصف الذي مع الإمام عارض، والأصل في الأمور العارضة العدم .
والمعنى يقتضيه : فإن الذي حضر مبكراً واتبع السنة في كونه خلف الإمام لحديث( ليليني منكم أولو الأحلام والنهى ). لا يكون متأخراً بسبب من تأخر عن الجماعة وصف بعد الشروع في الصلاة بجوار الإمام ، فيكون هذا الاصطفاف ليس هو المقصود من التنافس في التقدم حتى ينال أجر الصف الأول ، وقد انكر النبي صلى الله عليه وسلم على من يأتي مبكراً ويجلس في مؤخرة المسجد ، فقال - كما في صحيح مسلم - ( لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار ).
والقاعدة : إذا تعارض اللفظ والمعنى، قدم المعنى إذا ظهر ، وإن لم يظهر فاتباع اللفظ أولى .
فاللفظ : يتحقق لغة : في أن الصف الذي مع الإمام هو الصف الأول، عند وجود العذر الشرعي الذي كان سبباً في انتقالهم من خلف الإمام إلى جوار الإمام ، والذي خلف الإمام هو الصف الثاني.
والمعنى : التقدم والتنافس على الصف الأول ، فإذا شرعوا في الصلاة وهم خلف الإمام وليس بجوار الإمام أحد ، كانوا هم الصف الأول، ولا يزول فضلهم بكونهم في الصف الأول ، بمصافة المسبوق في صلاته للإمام ، فإن الأصل بقاء ما كان على ما كان .
والله تعالى أعلم .
تنبيه / يتقرر مما سبق هذه القاعدة :
قاعدة : انتقال الصف من حال الفاضل إلى حال المفضول من غير عذر يسقط فضيلة الصف الأول عنهم .
كانتقال الصف الأول من خلف الإمام إلى جوار الإمام من غير عذر .
وانتقال الصف من حال المفضول إلى حال الفاضل لا يسقط فضيلة الصف الأول عنهم .
كانتقال الصف الذي خلف الإمام مباشرة من الصف الذي خلف الإمام إلى الصف الذي بجوار الإمام لكونهم عراة مع إمامهم .
وبناء على هذا : فإن المرأة إذا صلت بالنساء فكانت وسطهن ، فإن الصف الأول - في المكان الذي لا رجال معهن فيه - هو الصف الذي بجوار الإمام .
وأما حديث ( خير صفوف الرجال أولها، وخير صفوف النساء آخرها) فهو معقول المعنى من أجل بعدهن عن الرجال .
فالانتقال من حال المفضول إلى حال الفاضل يسقط فضيلة الصف الأول عنهم ، - كما هو الشأن في انتقال الصف من خلف الإمام إلى جوار الإمام من غير عذر .
وينبني على ذلك ما تقدم : من أنه إذا صلى جماعة من الرجال واختاروا أن يكون إمامهم وسطهم لغير عذر ، فالصف الأول هو الذي خلف الإمام ، لأنهم تركوا الفاضل من تقدم الإمام عليهم وهم في حال الاختيار لا الاضطرار ، فانتقل الصف الأول من الفاضل إلى المفضول ، فلا يكون لهم أجر الصف الأول ، ويكون الصف الأول هو الذي يلي الإمام .
وأما إذا انتقلوا لجوار الإمام للعذر ، فيكون الصف الأول هو الذي بجوار الإمام ، لكونهم لم يتركوا الفاضل إلا للعذر الشرعي الذي كان سبباً في انتقالهم . قياساً على العراة إذا كانوا صفين .
فإن قيل : سحب المسبوق للرجل الذي في الصف الأول ، ونقله للصف الثاني، هل له حكم من كان في الصف الأول.
فالجواب : كلا ، لأنه رجع باختياره، ولصحة صلاة من صلى منفرداً على الأصح كما سبق .
وهذا ينطبق على صلاة الجنازة ونحوها .
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة .
————
صورة المسألة: إذا صلى الإمام بالمأمومين ، وليس بجوار الإمام أحد ، فالصف الأول : هو الذي يلي الإمام . ولكن إذا صف مع الإمام غيره، لضيق المكان أو نحو ذلك من الأعذار ، ماذا يسمى الصف الذي مع الإمام ، هل هو الصف الأول أو الصف الثاني . وهل تنتقل فضيلة الصف الأول من الصف الذي يلي الإمام إلى الصف الذي مع الإمام ؟
——
عند التأمل نجد أن. من صلى بجوار الأمام سواء كان واحداً أو أكثر ، إذا كان ذلك عند تكبيرة الإحرام والشروع في الصلاة ، للعذر ، فالصف الأول هو الذي مع الإمام ، وذلك ان الناظر للصفين يعلم بأن الصف الذي مع الإمام هو الأول ، ولا يمكن اعتباره الثاني لغة . بل الثاني هو الذي خلف الأمام.
وأما بعد الشروع في الصلاة وتقدم الإمام ، وتأخر المأمومين اتباعاً للسنة ، فالصف الذي خلف الإمام مباشرة ، هو الصف الأول، وذلك : لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان.
والصف الذي مع الإمام عارض، والأصل في الأمور العارضة العدم .
والمعنى يقتضيه : فإن الذي حضر مبكراً واتبع السنة في كونه خلف الإمام لحديث( ليليني منكم أولو الأحلام والنهى ). لا يكون متأخراً بسبب من تأخر عن الجماعة وصف بعد الشروع في الصلاة بجوار الإمام ، فيكون هذا الاصطفاف ليس هو المقصود من التنافس في التقدم حتى ينال أجر الصف الأول ، وقد انكر النبي صلى الله عليه وسلم على من يأتي مبكراً ويجلس في مؤخرة المسجد ، فقال - كما في صحيح مسلم - ( لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار ).
والقاعدة : إذا تعارض اللفظ والمعنى، قدم المعنى إذا ظهر ، وإن لم يظهر فاتباع اللفظ أولى .
فاللفظ : يتحقق لغة : في أن الصف الذي مع الإمام هو الصف الأول، عند وجود العذر الشرعي الذي كان سبباً في انتقالهم من خلف الإمام إلى جوار الإمام ، والذي خلف الإمام هو الصف الثاني.
والمعنى : التقدم والتنافس على الصف الأول ، فإذا شرعوا في الصلاة وهم خلف الإمام وليس بجوار الإمام أحد ، كانوا هم الصف الأول، ولا يزول فضلهم بكونهم في الصف الأول ، بمصافة المسبوق في صلاته للإمام ، فإن الأصل بقاء ما كان على ما كان .
والله تعالى أعلم .
تنبيه / يتقرر مما سبق هذه القاعدة :
قاعدة : انتقال الصف من حال الفاضل إلى حال المفضول من غير عذر يسقط فضيلة الصف الأول عنهم .
كانتقال الصف الأول من خلف الإمام إلى جوار الإمام من غير عذر .
وانتقال الصف من حال المفضول إلى حال الفاضل لا يسقط فضيلة الصف الأول عنهم .
كانتقال الصف الذي خلف الإمام مباشرة من الصف الذي خلف الإمام إلى الصف الذي بجوار الإمام لكونهم عراة مع إمامهم .
وبناء على هذا : فإن المرأة إذا صلت بالنساء فكانت وسطهن ، فإن الصف الأول - في المكان الذي لا رجال معهن فيه - هو الصف الذي بجوار الإمام .
وأما حديث ( خير صفوف الرجال أولها، وخير صفوف النساء آخرها) فهو معقول المعنى من أجل بعدهن عن الرجال .
فالانتقال من حال المفضول إلى حال الفاضل يسقط فضيلة الصف الأول عنهم ، - كما هو الشأن في انتقال الصف من خلف الإمام إلى جوار الإمام من غير عذر .
وينبني على ذلك ما تقدم : من أنه إذا صلى جماعة من الرجال واختاروا أن يكون إمامهم وسطهم لغير عذر ، فالصف الأول هو الذي خلف الإمام ، لأنهم تركوا الفاضل من تقدم الإمام عليهم وهم في حال الاختيار لا الاضطرار ، فانتقل الصف الأول من الفاضل إلى المفضول ، فلا يكون لهم أجر الصف الأول ، ويكون الصف الأول هو الذي يلي الإمام .
وأما إذا انتقلوا لجوار الإمام للعذر ، فيكون الصف الأول هو الذي بجوار الإمام ، لكونهم لم يتركوا الفاضل إلا للعذر الشرعي الذي كان سبباً في انتقالهم . قياساً على العراة إذا كانوا صفين .
فإن قيل : سحب المسبوق للرجل الذي في الصف الأول ، ونقله للصف الثاني، هل له حكم من كان في الصف الأول.
فالجواب : كلا ، لأنه رجع باختياره، ولصحة صلاة من صلى منفرداً على الأصح كما سبق .
وهذا ينطبق على صلاة الجنازة ونحوها .
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق