إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

السبت، 2 مايو 2020

هل تمثيل دور الكفار كأبي جهل من حكاية الكفر من غير إكراه ، مع فهم المعنى ، يخرج من الملة؟/لفضيلة الشيخ د.محمد بن سعد العصيمي - حفظه الله


هل تمثيل دور الكفار كأبي جهل من حكاية الكفر من غير إكراه ، مع فهم المعنى ، يخرج من الملة ؟
———
التمثيل لغة : مأخوذ من المثل ، والمثل بفتح الميل والثاء – لغة في المثل – الشبه والنظير، ومثل بمعنى شبه وصور فتقول مثل له الشيء: صوره حتى كأنه ينظر إليه.
——-
والتمثيل الخالي من المحرمات دل على مشروعيته أدلة كثيرة :

١ - ما وقع لأبي الأنبياء‍ وخليل الرحمن إبراهيم – عليه الصلاة والسلام – من مناظرة مع قومه، وبيانه لهم أن هذه الأجرام المشاهدة من الكواكب لا تصلح للألوهية قال الله تعالى: (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى القَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ القَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إنِّي وجَّهْتُ وجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ والأَرْضَ حَنِيفًا ومَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ (79))
وجه الاستدلال: (إبراهيم – عليه السلام – لم يقم لهم واعظاً وناصحاً بالكلام فقط، بل قام بهذا العمل الشبيه بما يسمى اليوم التمثيل: ليدلل لهم على صدق ما يقول، فأوهمهم – من باب المناظرة لا النظر – أنه لا يعرف ربه، وأنه ربما كان هذا الكوكب أو ذاك القمر أو تلك الشمس، فلما أفلوا جميعاً قال: (يَا قَوْمِ إنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ) (
قال القاسمي: وقول إبراهيم: (هذا ربي) إرخاء للعنان معهم بإظهار موافقته لهم أولاً ثم إبطال قولهم بالاستدلال، لأنه أقرب لرجوع الخصم)، وما فعله إبراهيم – عليه السلام – وقد صور نفسه بصورة الموافق لهم لا على وجه التقليد، بل بقصد إقامة البرهان على بطلان ألاهية النجوم والقمر.أ.ه
فيكون المعنى :
أ -  أن هذا من باب التهكم  بقومه لعبادتهم الأصنام، فإذا كانت الكواكب والشمس والقمر ، وهي أحسن حالاً من الأصنام تزول ولا تبقى ولا تدوم ، فلا ينبغي عبادتها .
وإنما قال ذلك من باب إنكار  أن ذلك ربه ، وعلى العيب لقومه في عبادتهم للأصنام .

ب - وقيل : معنى ذلك : أهذا ربي ؟ فيكون  الاستفهام من باب الإنكار والتوبيخ، أي ليس هذا ربي .
وعلى هذا : لا يكون في الآية دليل على أن إبراهيم قال ذلك في غير إكراه لسبب غير شرعي، بل السبب في ذلك إما من باب التنازل والفرضية مع الخصم ليبين باطله، ويدعوهم إلى التوحيد، أو من  باب التهكم بهم لعبادتهم الأصنام وهي لا  تدوم بل تهلك وتزول .
—-
٢ - ما وقع ليوسف – عليه السلام – مع إخوته، قال تعالى: (ولَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا العِيرُ إنَّكُمْ لَسَارِقُونَ)
وجه ذلك : إن يوسف – عليه السلام – وضع السقاية في رحل أخيه في قصة تمثيلية فعلية، ولم يكن إخوته سارقين .
—-
٣ - وعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: ((من لكعب ابن الأشرف، فإنه قد آذى الله ورسوله))، فقام محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله، أتحب أن أقتله؟ قال: ((نعم))، قال: فأذن لي أن أقول شيئاً، قال: ((قل))، فأتاه محمد بن مسلمة فقال: إن هذا الرجل قد سألنا صدقة، وإنه قد عنانا وإني قد أتيتك أستسلفك، قال: وأيضا والله لتملنه، قال: إنا قد اتبعناه، فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه، وقد أردنا أن تسلفنا وسقا أو وسقين – وحدثنا عمرو غير مرة فلم يذكر وسقا أو وسقين أو: فقلت له: فيه وسقا أو وسقين؟ أرى فيه وسقا أو وسقين – فقال: نعم، ارهنوني، قالوا: أي شيء تريد؟ قال: ارهنوني نساءكم، قالوا: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب، قال: فارهنوني أبناءكم، قالوا: كيف نرهنك أبناءنا، فيسب أحدهم، فيقال: رهن بوسق أو وسقين، هذا عار علينا، ولكنا نرهنك اللأمة – قال سفيان: يعني السلاح – فواعده أن يأتيه، فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة، وهو أخو كعب من الرضاعة، فدعاهم إلى الحصن، فنزل إليهم، فقالت له امرأته: أين تخرج هذه الساعة؟ فقال إنما هو محمد بن مسلمة، وأخي أبو نائلة، وقال غير عمرو، قالت: أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم، قال: إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة إن الكريم لو دعي إلى طعنة بليل لأجاب، قال: ويدخل محمد بن مسلمة معه رجلين – قيل لسفيان: سماهم عمرو؟ قال: سمى بعضهم – قال عمرو: جاء معه برجلين، وقال: غير عمرو: أبو عبس بن جبر، والحارث بن أوس، وعباد بن بشر، قال عمرو: جاء معه برجلين، فقال: إذا ما جاء فإني قائل بشعره فأشمه، فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه، فدونكم فاضربوه، وقال مرة‍: ثم أشمكم، فنزل إليهم متوشحا وهو ينفح منه ريح الطيب، فقال: ما رأيت كاليوم ريحا، أي أطيب، وقال غير عمرو: قال: عندي أعطر نساء العرب وأكمل العرب، قال عمرو: فقال أتأذن لي أن أشم رأسك؟ قال: نعم، فشمه ثم أشم أصحابه، ثم قال: أتأذن لي؟ قال: نعم، فلما استمكن منه، قال: دونكم، فقتلوه، ثم أتوا النبي – صلى الله عليه وسلم – فأخبروه).
وجه ذلك : إن محمد بن مسلمة بين للنبي صلى الله عليه وسلم أن قتل كعب بن الأشرف يتطلب أن يقول فيك كيت وكيت، فأحل له النبي صلى الله عليه وسلم وأقره، وهذا يعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمح له أن يقوم بالدور الذي يراه مناسباً ولو كان لغير مسلم، وهذا الدور يقتضي أن يقول ويفعل ما لا يعتقد، وهذا عين التمثيل بل غايته.
—-
٤ - إن التمثيل من باب التشبيه، وعملية التمثيل كعملية التشبيه، وإذا جاز التشبيه جاز حينئذ التمثيل، وكما أن المشبه به يختلف عن المشبه فإن الممثل به يختلف عن الممثل، وقد أجاز الناس في واقعهم ولغتهم التشبيه، بل جاء استعمال التشبيه في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.
——
٥ -قياس  التمثيل على المعاريض : وهو اللفظ الذي يحتمل معنيين، يريد المتكلم معنى ويفهم السمع غيره ، وهي جائزة ما لم يترتب عليها فعل محرم أو إسقاط حق .
ووجه : من جهة أن لها معنى صحيحاً يضمره المتكلم فهو صدق، ومن جهة ما يوهمه قول المتكلم ففيه شبه بالكذب.
وكذلك التمثيل من جهة كون الممثل يعمل بخلاف عمله ويقول ما ليس بقوله وجه يسوغ إلحاقه بالكذب، ومن جهة كونه يحكي عمل غيره مع علم المشاهد بذلك فهو يسوغ إلحاقه بالصدق.
وذلك بخلاف أن يلحق بالكذب المحض فيحرم من غير تفصيل أو الصدق المحض فيباح من غير تفصيل، فإن هذا من نوع التسوية بين المفترقات والشرع الحكيم – بالنظر إلى قواعد ومقاصده – يقتضي التسوية بين المتساويات والتفريق بين المفترقات.
———-
* فتوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله (13/196) :
السؤال الثاني ": عن الكلمة المشهورة ( ناقل الكفر ليس بكافر ) هل هي مرفوعة أم لا ؟ 
وأما : ناقل الكفر ليس بكافر . فليس بمرفوع . وفي كلام العلماء ما يدل على أن المسائلة ليست على هذا إلاطلاق ؛ بل فيها تفصيل يتلخص في أن حاكي الكفر عن الغير يختلف حكمه باختلاف القرائن ؛ فان كانت الحكاية لغرض شرعي فالأمر كذلك لاجماع أئمة الهدي على حكايات مقإلات الكفرة والملحدين في كتبهم التي صنفوها وبحالهم ليبينوا ما فيها من فساد ليتجنب ، وليبطلوا شبهها عليهم ، ومن أدلتهم على ذلك أن الله تعالى قد حكي مقإلات المفترين عليه وعلى رسله في كتابه على وجه إلأنكار لقولهم والتحذير من كفرهم والوعيد عليه بالعقاب في الدارين والرد عليهم بما بينه في حكم كتابه ، وكذلك وقع في أحاديث النبي الصحيحة .
وإن  كانت الحكاية على وجه إلاستحسان لمقالة المحكي عنه فلا شك في كفر الحاكي واستحقاقه ما يستحق المحكي عنه ، وقد عقد القاضي عياض في " الشفاء " باباً أطال فيه في بيان هذه المسالة فليراجعه السائل فان فيه ما يقنعه . والله الموفق . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مفتي الديار السعودية 
(ص/ف 17871 في 13/8/1386)
(الدرر السنية جـ7 صـ318 , 319 ) .
———
قال القاضي عياض في " الشفاء ( 2 / 530-535 ) "
الفصل الثامن: حكم الناقل والحاكي لهذا الكلام عن غيره
الوجه السادس: أن يقول القائل ذلك حاكيا عن غيره، وآثرا له عن سواه، فهذا ينظر في صورة حكايته، وقرينة مقالته، ويختلف الحكم باختلاف ذلك على أربعة وجوه: الوجوب، والندب، والكراهة، والتحريم.
ثم قال بعد أن ذكر المباح من ذلك :
" وأما الإباحة لحكاية قوله لغير هذين المقصدين، فلا أرى لها مدخلا في هذا الباب ... فأما ذكرها على غير هذا من حكاية سبه والإزراء بمنصبه على وجه الحكايات والأسمار والطرف وأحاديث الناس ومقالاتهم في الغث والسمين ومضاحك المجان ونوادر السخفاء، والخوض في قيل وقال وما لا يعني، فكل هذا ممنوع، وبعضه أشد في المنع والعقوبة من بعض...". انتهى .
وقال أيضاً:  في بيان ما هو في حقه صلى الله عليه وسلم سب أو نقص من تعريض أو نص  فصل الوجه السابع أن يذكر ما يجوز على النبي صلى الله عليه وسلم
 وسبه فحكم هذا حكم الساب نفسه يؤاخذ بقوله ولا تنفعه نسبته إلى غيره فيبادر بقتله ويعجآ إلى الهاوية أمه وقد قال أبو عبيد القاسم بن سلام فيمن حفظ شطر بيت مما هجي به النبي صلى الله عليه وسلم فهو كفر وقد ذكر بعض من ألف في الإجماع إجماع المسلمين على تحريم رواية ما هجي به النبي صلى الله عليه وسلم وكتابته وقراءته وتركه متى وجد دون محو ورحم الله أسلافنا المتقين المتحرزين لدينهم فقد أسقطوا من أحاديث المغازي والسير ما كان هذا سبيله وتركوا روايته إلا أشياء ذكروها يسيرة وغير مستبشعة على نحو الوجوه الأول ليروا نقمة الله من قائلها وأخذه المفتري عليه بذنبه وهذا أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله قد تحرى فيما اضطر إلى الاستشهاد به من أهاجي أشعار العرب في كتبه فكنى عن اسم المهجو بوزن اسمه استبراء لدينه وتحفظا من المشاركة في ذم أحد بروايته أو نشره فكيف بما يتطرق إلى عرض سيد البشر صلى الله عليه وسلم . أ. ه.
——
سب الدين أو الرب أو النبي من الكفر الصريح الذي لا ينظر فيه إلى موانع أو شروط وإنما ينظر فيه إلى عوارض الأهلية كقصد الفعل كحال الذي قال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك.
وأما عارض الجهل فغير معتبر وكذا التأويل لأنه صريح في الكفر وأما إذا كان السب غير صريح فيعتبر فيه جميع الموانع والشروط لتكفير المعين.

يقول الشيخ المعلمي رحمه الله :
" مَن تكلَّم بكلمة كفرٍ وليست هناك قرينةٌ ظاهرةٌ تصرف تلك الكلمة عن المعنى الذي هو كفرٌ إلى معنًى ليس بكفرٍ فإنه يَكْفُر، ولا أثر للاحتمال الضعيف أنه أراد معنى آخر ".

وقال أيضا : نقل إمام الحرمين عن الأصوليين: أنَّ مَن نطق بكلمة الرِّدَّة وزعم أنه أضمر توريةً كَفَرَ ظاهرًا وباطنًا، وأَقَرَّهُم على ذلك.
أقول (المعلمي) : وهو الموافق لقواعد الشريعة. ولو قُبِلَ من الناس مثلُ هذا التأويل لأصبح الدين لعبةً، يقول مَن شاء ما شاء مِن سبِّ الله وسَبِّ رسوله، فإن سُئِلَ اعتذرَ بما يُشْبِه هذا التأويل. انتهى

(رفع الاشتباه للعلامة المعلمي رحمه الله) ضمن آثاره المطبوعة (3 / 941-942) .

وأفتت  اللجنة الدائمة :"كل من آمن برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر ما جاء به في الشريعة إذا سجد بعد ذلك لغير الله من ولي وصاحب قبر أو شيخ طريق يعتبر كافرا مرتدا عن الإسلام مشركا مع الله غيره في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده؛ لإتيانه بما ينقض قوله من سجوده لغير الله. لكنه قد يعذر لجهله فلا تنزل به العقوبة حتى يعلم وتقام عليه الحجة ويمهل ثلاثة أيام؛ إعذارا إليه ليراجع نفسه، عسى أن يتوب، فإن أصر على سجوده لغير الله بعد البيان قتل 
لردته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه . فالبيان وإقامة الحجة للإعذار إليه قبل إنزال العقوبة به، لا ليسمى كافرا بعد البيان، فإنه يسمى: كافرا بما حدث منه من سجود لغير الله أو نذره قربة أو ذبحه شاة مثلا لغير الله، وقد دل الكتاب والسنة على أن من مات على الشرك لا يغفر له ويخلد في النار؛ لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } وقوله: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ }وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم."اهـ 

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 
عضو : عبد الله بن قعود 
نائب الرئيس : عبد الرزاق عفيفي 
رئيس اللجنة : عبد العزيز بن عبد الله بن باز 
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء 
( الجزء رقم : ١، الصفحة رقم: ٣٣٤) 
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( ٤٤٠٠ ).

وبعد هذا العرض تتضح النتائج التالية :

١ - أن من حكى الكفر - قولاً أو فعلاً - على وجه الإقرار والرضا والانشراح به، خرج من الملة .
( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً).

٢ -  أن تمثيل دور الكافرين محرم ولا يجوز،  لحديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )
ولكن حكاية القول الكفري أو فعله - في التمثيل - بتأويل ، كظنه الجواز إذا كان في باب التمثيل المسرحي ، أو شبهة فتوى  ، أو كون ذلك حكاية فعل لغيره على غير وجه الرضا به أو الإقرار - يكون مانعاً من خروجه من الملة مع بقاء التحريم .

٣ - أن حكاية الفعل إذا لم تتضمن محظوراً شرعياً ، لا بأس بها .
ومن المحاذير الشرعية : فعل الكفر أو قوله، أو الكذب، أو التشبه بالكفرة أو الفاسقين .

٤ - أن التأويل الذي يعذر به الإنسآن هو التأويل السائغ ، وهو الذي له وجه في لغة العرب، أو يحتمله النص  ، أما التأويل غير  السائغ ، فوجوده كعدمه.

٥ - التأويل غير معتبر في النص الصريح، وإنما يكون معتبراً  في غير الصريح .

٦ - سب الله بألفاظ السب الصريحة  ليست مسألة عقلية علمية لينظر فيها الى الجهل وعدمه ، إنما هي مسألة وجدانية في النفس والقلب تدل على التعظيم وعدمه للخالق . 

فليس العلم مربطها ليعذر فيها بالجهل او الشبهة . ومثل ذلك  الاستهزاء .

* أن التمثيل  بألفاظ تخرج من الملة ، يفهم السامع ، ويريد المتكلم أن هذا كلام الذي تقمص شخصيته، وليس كلامه،  وإنما لعب دوره من باب إفهام المشاهد له ، أن هذا قول أو فعل من تقمص شخصيته، ومع تحريمه، تبقى شبهة أن هذا ليس من قوله أو فعله، وإنما حكاية قول الغير أو فعله ، لا على وجه الإقرار والرضا بقوله، وإنما من باب التحذير مما صنع والرد عليه وإنكاره من خلال المشهد الذي يبين نتيجة ما حدث ليعرف المشاهد له السيرة  السابقة أو نحو ذلك ، فهل يكون هذا مانع من خروجه من الملة مع بقاء التحريم ، لأنه حكاية قول أو فعل على وجه الإنكار من كامل المشهد التمثيلي؟ الظاهر : نعم مع خطورته، وقربه من دائرة الخطر الذي يخرج من الملة، لعدم وجود العذر المتيقن  الذي يكون عذراً له في عدوم خروجه من الملة .
وذلك : أن تمثيل دور الكافر والنطق بالكفر صراحة فإنه محرم يقينا إلا لضرورة ملحة كالإكراه – وليس التمثيل منها – قال تعالى: (مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إيمَانِهِ إلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ).
وقال تعالى : ( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ).
والله تعالى أعلم .
تنبيه : 
قال شيخنا العثيمين -رحمه الله- في الباب من شرحه على صحيح البخاري* كتاب الرقاق عند حديث :" انما مثلي ومثلكم" :

قال السائل : إذا قال الإنسان كلمة الكفر قاصداً يكفر بها
الشيخ : نعم 
السائل : شيخ من يمثل في بعض الأفلام يأتون بالممثل مثلا يقول كلمة الكفر وهو قاصدها بها وقد يسجد للصنم لأنه يمثل دور المشرك مثلا وشيء من هذا القبيل؟
الشيخ : لا ، هو يحكي حالة شخص ثان ، مع أننا لا نرى جواز التمثيل بهذا ، جواز التمثيل بالكافر أو بالفاسق نرى أنه ليس بجائز 
السائل : لكن ما يكفر ؟
الشيخ : لا ما يكفر ، كفر لا يكفر 
السائل : يسجد للصنم؟ 
الشيخ : لا هو يحكي شخص واحد ، ولا ما في نفسه تعظيم لهذا الصنم ، لكن يحكي شخصا آخر ، إنما نحن لا نرى هذا حتى وإن لم يسجد للصنم وذلك لأن الإنسان قد يشعر بقلبه أنه كفر فيستولي عليه هذا الشعور ، يوماً بعد يوم حتى يكون عقيدة ، و لأن الرجل ربما يعير بذلك ، فيلاقيه الناس ويقول أنت فلان بن فلان ، أنت أبو جهل ، أنت أبو سفيان ، أنت كذا، أنت كذا ، سمعنا إنه بعضهم يتمثل بالشيطان ، نعم 
السائل : نعم

الشيخ : هذا أيضا أخبث وأخبث . انتهى


كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة ام القرى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت