إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الثلاثاء، 5 مايو 2020

حكم قبول إسلام الكافر مع الشرط الفاسد//لفضيلة الشيخ د.محمد بن سعد العصيمي - حفظه الله


حكم قبول إسلام الكافر مع الشرط الفاسد :
السلم حديث عهد بإسلام ، هل يؤمر بالصيام إذا خشي عليه من الردة أو ينتظر حتى يستقر الدين في قلبه :
————-
١ -  رواه الإمام أحمد في مسنده: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن نصر بن عاصم عن رجل منهم أنه: أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم على أنه لا يصلي إلا صلاتين، فقبل ذلك منه.
وفيه ضعف .

٢ -  رواه الإمام أحمد في مسنده أيضاً عن جابر رضي الله عنه قال : اشترطت ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا صدقة عليهم ولا جهاد وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيتصدقون ويجاهدون .

٣ -  أنكر على أسامة ابن زيد قتله لمن قال لا إله إلا الله لما رفع عليه السيف واشتد نكيره عليه .

٤ -  وعن حكيم بن حزام قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على أن لا أخر إلا قائمًا )
وفي سنده ضعف .
قال أحمد معناه أن يسجد من غير ركوع‏.)

٥ - حديث معاذ لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ، وفيه ( إنك تأتي قوماً أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه : أن يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله، فإن هم أجابوك فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فأن هم أجابوك فأخبرهم : أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم ).

٦ - وفي حديث عمر في الصحيح : لما سأل جبرئيل النبي صلى الله عليه وسلم ، ما الإسلام ، قال ( أن شهد أن لا إله إلا الله، وان محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة ، وتحج بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلاً).

فإن قيل :  إن صحة الإيمان تتوقف على شرط القبول والإنقياد  فكيف يقال :  يجوز يقبل الإسلام على الشرط الفاسد .

فالجواب من أوجه :

١ -   قال الإمام أحمد : يصح الإسلام على الشرط الفاسد ثم يلزم بشرائع الإسلام كلها.
فإذا ردها ارتد، وإذا قبلها وعصى فيما لم يكن ناقضاً فهو مسلم عاصي .

٢ - أن هذا من باب التدرج معهم وتأليف قلوبهم حتى يستقر الإيمان في قلوبهم ، وهو من فقه دعوة الكفار إلى الإسلام ، وأنه يجوز مبايعة الكافر، وقبول الإسلام منه، وإن شرط شرطا باطلا، وأنه يصح إسلام من كان كارهاً .
فربما لا يفقه بعض الكفار الدين الإسلامي حقيقة، أو يثقل عليه شيء منه، ولكن ما إن يدخل في الإسلام وتستقر حلاوة هذا الدين في قلبه حتى يكون أشد حماساً وتمسكاً من بعض المسلمين الأصليين .

٣ - في الأدلة السابقة : دليل على  صحة الإسلام مع الشرط الفاسد ، فيقبل منه الإسلام قبولا مبدئيا ترغيبا له فيه، ثم يرشد وينصح ويأمر بالخمس . 
فيقال : يصح إسلام المرء بالشرط الفاسد ابتداء ، حتى إن عرف حقيقة حق الله عليه ، وزاد تعظيمه في قلبه ، عرف بطلان هذا الشرط ، فالتزم بأمر الله

٤ - قال ابن رجب :« ومن المعلوم بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل من كل من جاءه، يريد الدخول في الإسلام الشهادتين فقط، ويعصم دمه بذلك، ويجعله مسلما. 

٥ -  فرق بين الإسلام الذي يؤخذ فيه بحال الشخص ويحصل به عصمة ماله ودمه، وبين الإيمان الذي يكون في الباطن .

فما يثبت به وصف الإسلام فهو الظاهر فقط ، فعقد الإسلام مثل سائر العقود ،  الشرط فيه سلامة الظاهر ، فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام من المنافقين مع إخبار الله له بحقيقة أكثرهم ، فعلى قول من قال من أهل العلم قبول الإسلام على الشرط الفاسد فالمقصود قبول الإسلام الحكمي لا حقيقة الإسلام التي تتنافى مع كره الحق أو بعضه كما قال تعالى : "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ " رغبة في دخول الإيمان قلوبهم ، يقول البخاري :باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة وكان على الاستسلام أو الخوف من القتل  .

٦ -  أن الكلام كله في الكافر الأصلي إذا شرط شرطاً فاسداً، صح إسلامه وبطل شرطه ، وأما من كان مسلماً  فلا يدخل معنا فيما سبق . 

تنبيه : أما الداعية  إذا دعا الكافر للإسلام فخشي عليه إن امره بالصيام فوراً ان يرتد ولا ينقاد ولا يقبل ، فله أن يؤخر أمره  بالصيام  حتى يتغلغل الإيمان في قلبه، مع تعليمه وبيان الحق له، وبيان أن من قَبـل الشرائع والأحكام ثم قصر وكان ذلك مما لا يخرج بسببه من الملة ، فهو في دائرة الإسلام ، ويتعامل معه بما يقتضيه الموقف من مصالح ومفاسد ، لقوله تعالى ( وذكر إن نفعت الذكرى ) فمن كان في دائرة الإسلام وهو عاص أحسن حالاً ممن كان خراجاً عن ملة الإسلام .
والله تعالى أعلم .

كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت