الجمع بين عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الناس ، وبين ما أصابه منهم من الضرر والأذى .
———-
قال تعالى لنبيه : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )
وكسرت رباعيته وشج أنفه ، هل ينافي عصمة الله له من الناس.
وأيضاً : ثبت أن لبيد بن الأعصم سحر النبي صلى الله عليه وسلم ، فهل كونه سحر يشكل عليه ما جاء في قوله تعالى عن المشركين ( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحورا). بحيث ينافي عصمته .
———-
والجواب من أوجه:
١ - أن الله تعالى :( والله يعصمك من الناس ) نزلت بعد معركة أحد الذي فيه كسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم وشج وجهه.
ويشكل عليه : أن النبي صلى الله عليه وسلم سمته اليهودية في كتف الشاة التي اكل منها.
٢ - أن العصمة : التمكين في الأرض والغلبة على الأعداء، ورد كيد الأعداء .
٣ - أن العصمة متعلقة ببلاغ النبي صلى الله عليه وسلم للوحي، ولا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يتضرر من الناس.
٤ - أن المراد بالعصمة في حال بلاغة فلا يتمكن منه أحد يمنعه في حال بلاغ رسالة ربه أو يضره .
٥ - أن المراد بالعصمة من الأمور التي تقضي عليه قبل بلاغ الوحي، كالقتل ونحوه .
٦ - أن سحر النبي صلى الله عليه وسلم عارض، وليس أصليا، ولهذا لم يلمزه به المشركون.
٧ - سحر النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤثر عليه في الوحي بالإجماع.
٨ - السحر الذي وقع على النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مؤثراً على عقليته أو فعله، وإنما يخيل إليه فعل الشيء الذي لم يفعله.
٩ - قال صلى الله عليه وسلم :( أشد الناس ابتلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل) وقد وجد النبي صلى الله عليه وسلم ألم سم الكتف من الشاة عند موته، قال العلماء : ليجمع الله تعالى له مع أجر النبوة وأجر الشهادة.
والله تعالى أعلم .
كتبه / د. محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة/ جامعة أم القرى / مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق