قاعدة : يطلق المجموع ويراد به بعضه أحياناً.
———-
ويدل على ذلك :
١ - قوله تعالى : " وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا "
٢ - وقوله تعالى : ( فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا ).
مع أن العاقر واحد منهم ، كما بينه بقوله :
" فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ "
ففي هذه الأدلة ، قد يطلق فيه المجموع مراداً بعضه .
فإن قيل : جعل المراد البعض إن كان يستلزم نفيه عن الباقين فالقاعدة فيها نظر،
وإن كان لا يستلزم فهي محل اجتهاد.
وذلك لأن عقر الناقة إنما صدر من. واحد لكن برضى الآخرين و مواطئتهم و دعمهم فهم عقروها جميعهم بهذا المعنى.
فدخلوا في خطاب الذم لهذا المعنى .
والجواب : الفاعل واحد، والحكم يشملهم جميعاً، لأن القاعدة : الراضي والمعين ينزل منزلة الفاعل- كما سبق شرحها في القواعد -.
٣ - وقوله تعالى : " يَا مَعْشَر الْجِنّ وَالْإِنْس أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُل مِنْكُمْ "
" رُسُل مِنْكُمْ " أي من مجموعكم الصادق بخصوص الإنس : لأنه لا رسل من الجن وذلك لما سبق من أن القرآن ربما أطلق فيه المجموع مرادا بعضه .
وقيل : المراد بالرسل من الجن نذرهم الذين يسمعون كلام الرسل ، فيبلغونه إلى قومهم ويشهد لهذا أن الله ذكر أنهم منذرين لقومهم في قوله : " وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ).
وذلك لقوله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) فأخبر الله تعالى أن الرسل رجال ، فيقتضي كون الرسل من الإنس لا من الجن .
تنبيه : لا بد من قرينة من سياق ، أو ضرورة حس ، أو نحو ذلك تدل على أن المرد البعض لا الكل . والله تعالى أعلم .
محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة/ جامعة أم القرى / مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق