———-
يتضح الحكم من خلال النقاط التالية:
١- وضع صور ذوات الأرواح المحرم تصويرها شرعاً، يجب طمسها، ولا يجوز إظهارها؛ لحديث أبي الهياج أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال له: ألا أبعثك على بعثني النبي صلى الله عليه وسلم: (أن لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته). والأصح أن الصور الفوتغرافية، حبس للظل، وليس فيها تدخل للإنسان في تصويرها، بخلاف رسم ذوات الأرواح باليد، أو عمل المجسمات لها، فإن هذا يدخل في التصوير المحرم -كما سبق تقريره-.
وفي حديث عائشة، لما رأى صلى الله عليه وسلم تصاوير في نمرقتها، تغير وجه النبي صلى الله عليه وسلم، وقالت: يا رسول الله: أتوب إلى الله ما صنعت، فقال: (ياعائشة إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون بها يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم).
وفي لفظ البخاري: أنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَلَمَّا رَآهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَامَ علَى البَابِ، فَلَمْ يَدْخُلْهُ، فَعَرَفْتُ في وجْهِهِ الكَرَاهيةَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أتُوبُ إلى اللَّهِ وإلَى رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، مَاذَا أذْنَبْتُ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما بَالُ هذِه النُّمْرُقَةِ؟ قُلتُ: اشْتَرَيْتُهَا لكَ لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وتَوَسَّدَهَا، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أصْحَابَ هذِه الصُّوَرِ يَومَ القِيَامَةِ يُعَذَّبُونَ، فيُقَالُ لهمْ: أحْيُوا ما خَلَقْتُمْ، وقالَ: إنَّ البَيْتَ الَّذي فيه الصُّوَرُ لا تَدْخُلُهُ المَلَائِكَةُ.
٢- من يظهر صور ذوات الأرواح الفوتغرافية على شاشاته وحساباته الإلكترونية، فلا بد له من حامل له على هذا الصنيع، فإن كان الحامل له على ذلك هو الإعجاب، فإن الإعجاب بأهل الفسق أو الكفر، رضى بصنيعهم ونوع من التأييد والدعم لهم، وهو بلسان حاله يتمنى أن يكون مثلهم.
ولا يجوز للمسلم أن يركن لمن ظلم نفسه أو ظلم غيره، قال تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ).
أي لا ترضوا بأعمالهم، أو تبرروها أو تعينوهم عليها، وكل هذا من أنواع الركون إليهم.
٣- وضع صور النساء للافتتان بهن، وإظهارًا للشهوات، ودعوة لتقليدهن، وميلاً للشهوات ودعوة لها، من المحرمات الشرعية.
والقاعدة: الوسائل لها أحكام المقاصد.
٤- وضع تلك الصور من أجل الدعوة للتشبه بهم، وجعلهم قدوة، محرم، وفي الحديث: (من تشبه بقوم فهو منهم).
والقاعدة: المعين كالفاعل.
والقاعدة: الراضي كالفاعل -وقد تقدم تقريرها في القواعد-.
والله تعالى أعلم.
كتبه/ د.محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق