إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الاثنين، 17 مايو 2021

حكم أن يطرق الرجل أهله ليلاً / حكم تفتيش أحد الزوجين جوال الآخر منهما / حكم البحث عن زلات وعثرات الآخرين / حكم الظن السيء بالغير // لفضيلة الشيخ د. محمد بن سعد الهليل العصيمي -حفظه الله-.


حكم أن يطرق الرجل أهله ليلاً:


حكم تفتيش أحد الزوجين جوال الآخر منهما:


حكم البحث عن زلات وعثرات الآخرين:


حكم الظن السيء بالغير:

———-


١- عن جابر -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكره أن يأتي الرجل أهله طروقًا. متفق عليه.

وفي رواية مسلم: إذا قدم أحدكم ليلًا فلا يأتين أهله طروقًا؛ حتى تستعد المغيبة، وتمتشط الشعثة -المغيبة: هي التي غاب عنها زوجها، ومعنى (تستحد) أي: تزيل شعر عانتها-.

ولمسلم أيضًا في رواية أخرى: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يطرق الرجل أهله ليلًا يتخونهم أو يلتمس عثراتهم.

واختلف في إدراج لفظة (يتخونهم أو يلتمس عثراتهم)، فاقتصر البخاري على القدر المتفق على رفعه واستعمل بقيته في الترجمة، فقد جاء من رواية وكيع عن سفيان الثوري عن محارب عن جابر قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا يتخونهم أو يطلب عثراتهم" أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عنه وأخرجه النسائي من رواية أبي نعيم عن سفيان كذلك، وأخرجه أبو عوانة من وجه آخر عن سفيان كذلك، وأخرجه مسلم من رواية عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان به لكن قال في آخره "قال سفيان: لا أدري هذا في الحديث أم لا" يعني: "يتخونهم أو يطلب عثراتهم" ثم ساقه مسلم من رواية شعبة عن محارب مقتصرا على المرفوع كرواية البخاري، ووقع عند أحمد والترمذي في رواية من طريق أخرى عن الشعبي عن جابر بلفظ: (لا تلجوا على المغيبات فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم).


ومعنى (يَتخوَّنُهُم أَوْ يَلتَمِسُ عَثراتِهم)، أي: يَظنُّ خيانَتَهُم ويَكشِفُ أَستارَهُم. والتخون أن يظن وقوع الخيانة له من أهله، وعثراتهم، جمع عثرة: وهي الزلة. 

———

٢-  في حديث أنس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يطرق أهله ليلا، وكان يأتيهم غدوة أو عشية" أخرجه مسلم. 

قال أهل اللغة: الطروق بالضم المجيء بالليل من سفر أو من غيره على غفلة، ويقال لكل آت بالليل طارق ولا يقال بالنهار إلا مجازا، وقال بعض أهل اللغة: أصل الطروق الدفع والضرب، وبذلك سميت الطريق لأن المارة تدقها بأرجلها، وسمى الآتي بالليل طارقا لأنه يحتاج غالبا إلى دق الباب، وقيل أصل الطروق السكون ومنه أطرق رأسه، فلما كان الليل يسكن فيه سمى الآتي فيه طارقا.

——-

٣-  أخرجه ابن خزيمة عن ابن عمر قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تطرق النساء ليلا، فطرق رجلان كلاهما وجد مع امرأته ما يكره) وأخرجه من حديث ابن عباس نحوه وقال فيه: (فكلاهما وجد مع امرأته رجلاً) وضعفه ابن العربي في عارضة الأحوذي، سنداً، وأنكره متناً، وقال: "وقد سمعت عن بعض أهل الجهالة –غفرها الله لك وسترها عليك- أن معنى نهي النبي صلى الله عليه وسلم لهم لئلا يفتضح النساء، كما جرى لمن خالف النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الذي روي لم يصح بحال، ولو صح لما كان دليلا على أن النبي صلى الله عليه وسلم قصده.

فلا يصح لأحد له معرفة بمقاصد الشريعة ومقدار النبي صلى الله عليه وسلم أن يصححه ولا يجيزه" انتهى.

————

٤- قال الله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثمٌ وَلا تَجَسَّسُوا}. 

والظن الذي يستحق به الإنسان الإثم: الظن السيء بمن ظاهرهم الصلاح، أو الظن من غير وجود موجب أو إمارات وعلامات تدل عليه.

والتجسس على الزوج أو الزوجة من باب إساءة الظن عند عدم وجود علامات تدل على سوء الظن.

والقاعدة: الاستدلال بالعلامة والحكم بما دلت عليه مقرر في الشرع والعقل، ما لم يقتضي ذلك مفسدة أعظم.

————

٥- وعن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنك إن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم، أو كدت أن تفسدهم) رواه أبو داود وابن حبان وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب.

———

٦- في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله، فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير الريبة) رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان وحسنه العلامة الألباني في صحيح الجامع 1/442.

والغيرة من غير ريبة نوع من الإفراط، وأما التفريط في الغيرة فهو من لا يغار على زوجته ومحارمه مع وجود الريبة، فهذا ينطبق عليه وصف الديوث الوارد في الحديث، والدياثة من كبائر الذنوب، وفي الحديث: (لا يدخل الجنة ديوث).

والديوث: هو الذي يرضى بالفاحشة في أهله -عياذاً بالله من ذلك-.

———-

وبناء على هذه النصوص تترتب الأحكام التالية:

١- يجوز أن يطرق الرجل أهله ليلاً عند إخباره لهم بقدومه، أو عند توقعهم قدومه، أو عند عدم طول المدة في غيابه عنهم بلا كراهة.

والقاعدة: الأصل في الأحكام التعليل -كما تقدم في القواعد-.


٢- كراهية أن يطرق الرجل أهله عند طول غيابه عنهم بلا سابق إخبار لأهله، للتعليل في الحديث: (حتى تستحد المغيبة، وتمتشط الشعثاء) والنهي للكراهة لا للتحريم، لأن النهي في باب الآداب وتهذيب السلوك، وهو يقتضي الكراهة عند جماهير أهل العلم رحمهم الله تعالى. وقد ثبت كما سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم طرق أهله ليلاً.


٣- تحريم التجسس على الزوجة أو العكس (ولا تجسسوا)، ومن ذلك تفتيش الجوال فجأة، بدون وجود أمارات تقتضي وجود مصلحة أعظم من المفسدة المتوقعة.

فإن كل شيء مفسدته أعظم من مصلحته تنهى عنه الشريعة نهي تحريم أو كراهة.


٤- إذا كان الدافع من طرق أهله ليلاً هو سوء الظن عند عدم وجود سببه أو موجبه، فإن النهي للتحريم، لما سبق من كونه من الظن الآثم.

والله تعالى أعلم.


كتبه/ محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت