حكم تداخل راتبة العشاء مع ركعتين من التراويح:
حكم راتبة العشاء قبل التراويح:
——————————-
الخلاصة: الأفضل أن يدخل مع إمامه الذي يصلي التراويح، وينوي أنها راتبة العشاء، ثم يكمل معه التراويح، فإن اخرها بعد التراويح أو نوى التداخل في أول الركعتين من صلاة التراويح أنها سنة العشاء والتراويح جاز.
—————
في ظل الظروف الحالية لجائحة كورونا، وإقامة صلاة التراويح بعد صلاة فريضة العشاء مباشرة بدون ترك وقت لإداء السنة الراتبة للعشاء، حيث دأب كثير من الأئمة إلى صلاة التراويح بعد أذكار العشاء مباشرة.
فما حكم تأخير سنة العشاء إلى ما بعد التراويح؟
ويتضح حكم ذلك في النقاط التالية:
١- راتبة العشاء سنة مؤكدة، وهي ركعتان والسنة أن تصلى قبل صلاة التراويح؛ لأنها سنة مستقلة، والتراويح سنة مستقلة.
٢- والسنة أن تؤدى السنة الراتبة للعشاء بعد أذكار صلاة العشاء وقبل البدء في صلاة التراويح إذا لم يشرع الإمام في صلاة التراويح، وجد وقت بينهما.
٣- وقت السنة الراتبة للعشاء بعد صلاة العشاء إلى آخر وقت صلاة العشاء وهو منتصف الليل على الأصح (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل)؛ وغسق الليل: هو أشده ظلمة وهو منتصف الليل، وفي حديث عبدالله بن عمرو: ( ووقت صلاة العشاء ما لم ينتصف الليل).
حتى ولو فصل بينهما فاصل من جنس الصلاة كالتراويح أو من غير جنسها.
فإذا تركها حتى خرج وقتها للعذر جاز له أن يقضيها، فقد قضى النبي صلى الله عليه وسلم سنة الظهر بعد العصر لما شغله الوفد.
وبناء على ذلك إذا صلى سنة العشاء بعد التراويح وقبل منتصف الليل، فقد صلاها في وقتها، والأفضل أن تدخل مع الإمام بنية راتبة العشاء في الركعتين الأوليين إذا أقام التراويح بعد العشاء مباشرة، ثم تكمل معه التراويح.
٤- إذا نوى راتبة العشاء مع أول ركعتين في التراويح، هل يصح التداخل.
القاعدة: يصح التداخل إذا تحققنا من مقصود الشارع.
ومقصود الشارع يتحقق بوجود صلاة نافلة من جنس واحد في وقت واحد، فتدخل أحدهما في الأخرى بنيتهما، فيتحقق له الثواب بفعل واحد مع وجود النيتين، وهذه حالة إجزاء لا كمال، وذلك أن الأفضل والكمال أن تكون كل واحدة منهما بفعل مستقل، وقد سبق بيان ذلك في القواعد.
٥- عند أداء راتبة العشاء في أثناء التراويح
-لا قبلها ولا بعدها- فلا بأس، ولا كراهة، لأنه صلاها في وقتها، خلافاً للحنابلة فقد نصوا على كراهة ذلك إذا كانت صلاة التراويح متصلة، لما فيه من رغبة المأموم عن الإمام، ولما روى الأثرم عن أبي الدرداء أنه أبصر قوما يصلون بين التراويح فقال: ما هذه الصلاة؟ أتصلي وإمامك بين يديك، ليس منا من رغب عنا.
وقد سبق بيان حكم الاحتجاج بقول الصحابي في القواعد.
والله تعالى أعلم.
كتبه/ د. محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة/ جامعة أم القرى / مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق