*عبادة المرأة الحائض في ليلة القدر:
———-
قال تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر).
أي العمل فيها خير من العمل في ألف شهر.
وإحياء الليل ليس خاصاً بالصلاة، بل يشمل جميع الطاعات.
قال الحافظ: (وأحيا ليله) أي سهره بالطاعة.
وقال النووي: أي استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها.
وقال في عون المعبود: أي بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن.
وصلاة القيام أفضل ما يقوم به العبد من العبادات في ليلة القدر، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري، ومسلم، وهذا الحديث لا يخصص الآية السابقة (ليلة القدر خير من ألف شهر).
والقاعدة في ذلك: أحد أفراد العام لا يخصص به إذا كان موافقاً له في الحكم.
-وقد سبق تقريرها في القواعد-
ولكنه يدل على أن أفضل ما تستغل ليلة القدر بالقيام بالصلاة والدعاء والقنوت، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته.
حيث قال صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم. أي: إيماناً بما أعد الله تعالى من الثواب للقائمين في هذه الليلة العظيمة وبما أعده من فضل هذا العمل في تلك الليلة، وطلباً للأجر من الله تعالى.
ولكن لو استغلها بغير ذلك من أنواع الطاعة فلا يعني عدم سهره في الطاعة واستغلاله بما فتح الله تعالى من أنواع الطاعات الأخرى.
ولهذا الحائض لا تفوتها ليلة القدر، بل تفعل جميع العبادات إلا الصلاة والصيام والطواف بالكعبة والاعتكاف في المسجد.
ولما كانت الحائض ممنوعة من الصلاة، فإنه يمكنها إحياء الليل بطاعات أخرى غير الصلاة كقراءة القرآن، والذكر: من تسبيح وتهليل وتحميد وما أشبه ذلك، فتكثر من قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله وبحمده، وسبحان الله العظيم ... ونحو ذلك، وتكثر من الاستغفار، والدعاء: تدعو الله تعالى وتسأله من خير الدنيا والآخرة، فإن الدعاء من أفضل العبادات، قال صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة) رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
فيمكن للحائض أن تقوم بهذه العبادات وغيرها في ليلة القدر، مع أن الأفضل لغيرها القيام بالصلاة والقنوت، وفي الحديث (الصلاة خير موضوع -موضع- فمن شاء فليستكثر).
والله أعلم.
كتبه/ د. محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق