إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الثلاثاء، 22 فبراير 2022

حكم تعريف الإنسان لنفسه بما لا يعرف به من غير حاجة أو ضرورة // لفضيلة الشيخ د. محمد بن سعد الهليل العصيمي -حفظه الله-.


 حكم تعريف الإنسان  لنفسه بما لا يعرف به من غير حاجة أو ضرورة :

- —————

يكره عدم تعريف الإنسان بنفسه ، أو تعريفه لنفسه بما لا يعرف به إلا لحاجة أو ضرورة .

وذلك للأسباب التالية :

١ - في الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فدققت الباب ، فقال :( من ذا)؟ فقلت : أنا ، فقال :( أنا أنا )؟ كأنه كرهها ).

والقاعدة : العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب إلا إذا كان السبب معنوياً، فإن العام يتقيد بما يشبه حال ذلك السبب.

- وقد تقدمت في القواعد -.


وقوله ( كأنه كرهها)  هذه صفة كاشفة لبيان معنى ( أنا أنا ) وليست شكاً من الراوي في كونها للكراهة كما يدل عليه السياق.


٢ - وفي الصحيحين من حديث أنس في الإسراء ، وفيه( ويقال في باب كل سماء : من هذا ؟ فيقول : جبريل ).

وهذا فيه استحباب التعريف بالنفس ما لم يترتب على ذلك وجود ضرر أو زوال حاجة له بعدم التعريف.

ولكن  القاعدة : ترك المستحب لا يعني الوقوع في المكروه إلا لدليل ، وقد دل الحديث الأول عليه.

٣ -وفي الصحيحين أيضاً: عن أم هانيء رضي الله عنها قالت : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل وفاطمة تستره ) فقال ( من هذه )؟ فقلت : أنا أم هانيء).


وأما إذا كان السائل للتعريف ، يقصد شيئاً معيناً يعرف بقرينة الحال ونحوها ، فيعرف بناء على مقصوده، ولهذا لقي النبي صلى الله عليه وسلم قوماً في الروحاء، فقال : من القوم : فقال المسلمون ، قالوا : ومن أنت ؟ قال : رسول الله)

وذلك ليعرف القوم هل من المسلمين أم لا .

ولأن التعارف بين المسلمين من المقاصد الشرعية ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ).

ولما يترتب عليه من المحبة والمودة والتناصر وغير ذلك من المقاصد الكثيرة .


وهذه الكراهة تزول عند  وجود الحاجة أو الضرورة في عدم التعريف.

والقاعدة : الكراهة تزول عند الحاجة أو الضرورة.

وذلك لأن المصلحة الأعظم تقدم على ما دونها ، أو عند وجود مفسدة مساوية لها أو أعظم  يقيناً أو غلبة للظن - كما سبق في القواعد -.

والله أعلم .


كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت