إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

السبت، 19 فبراير 2022

الفتح على من نسي آية من حفظة كتاب الله تعالى عند دخول الجنة // لفضيلة الشيخ د. محمد بن سعد الهليل العصيمي -حفظه الله-.


 الفتح على من نسي آية من حفظة كتاب الله تعالى عند دخول الجنة:

—————-

ماذا لو نسي قارئ القرآن الكريم يوم القيامة عندما يقال له اقرأ وارتق  ... 

هل لو نسي بعض الآيات القرآنية يفتح عليه عندها ويذكر بها  ؟

——————————

الخلاصة : يشمل الملازم لتلاوته من غير حفظ، والحافظ له ، ويلهم ما كان حافظاً له في آخر عمره عند دخولهم الجنة ).

——————————-


روى النسائي والترمذي والنسائي وأحمد من حديث عبدالله بن عمرو مرفوعاً:(  يقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها)


هل المراد به الملازم لتلاوته ، وإن لم يكن حافظاً له ، لأن المصاحبة للقرآن لا تستلزم الحفظ له، فقد يكون الملازم  لتلاوته  مصاحباً له بدون حفظ ، لأن المصاحبة تعني طول الملازمة، ولم تحدد في الشرع فيرجع في تحديدها إلى العرف، فالمكثر من قراته آناء الليل وأطراف النهار يسمى مصاحباً للقرآن ، وبهذا قال جمع من أهل العلم ، وممن اختار ذلك شيخنا العثيمين ، حيث قال :( ظاهر الحديث أن المراد بذلك القراءة ، سواء عن ظهر قلب أو من المصحف).

وعلى هذا لا إشكال : لعدم حاجته للفتح عليه لكونه يقرأ من المصحف عند دخول الجنة حتى ينتهي لأعلى منزلة . 


وذهب آخرون أن المراد هو : الحافظ لكتاب الله تعالى ، ومنهم ابن حجر الهيتمي - رحمه الله - حيث قال :

" الخبر المذكور خاص بمن يحفظه عن ظهر قلب ، لا بمن يقرأ في المصحف ؛ لأن :

مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها ، ولا يتفاوتون قلة وكثرة ، وإنما الذي يتفاوتون فيه كذلك هو الحفظ عن ظهر قلب ، فلهذا تفاوتت منازلهم في الجنة بحسب تفاوت حفظهم . 

ومما يؤيد ذلك أيضا أن حفظ القرآن عن ظهر قلب فرض كفاية على الأمة ، ومجرد القراءة في المصحف من غير حفظ لا يسقط بها الطلب ، فليس لها كبير فضل كفضل الحفظ ، فتعين أنه - أعني الحفظ عن ظهر قلب - هو المراد في الخبر ، وهذا ظاهر من لفظ الخبر بأدنى تأمل . 

وقول الملائكة له : ( اقرأ وارق ) صريح في حفظه عن ظهر قلب كما لا يخفى " انتهى باختصار من " الفتاوى الحديثية " لابن حجر الهيتمي (ص/113)

ويقول العظيم أبادي رحمه الله :

" يؤخذ منه أنه لا ينال هذا الثواب الأعظم إلا من حفظ القرآن وأتقن أداءه وقراءته كما ينبغي له " انتهى باختصار من " عون المعبود " (4/237)

ويقول الشيخ الألباني رحمه الله :

" اعلم أن المراد بقوله : ( صاحب القرآن ) حافظه عن ظهر قلب ، على حد قوله صلى الله عليه وسلم : ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله.. )، أي : أحفظهم ، فالتفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسب الحفظ في الدنيا ، وليس على حسب قراءته يومئذ واستكثاره منها كما توهم بعضهم ، ففيه فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن ، لكن بشرط أن يكون حفظه لوجه الله تبارك وتعالى ، وليس للدنيا والدرهم والدينار ، وإلا فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( أكثر منافقي أمتي قراؤها ) " انتهى من " سلسلة الأحاديث الصحيحة " (5/284).


* إذا كان المراد : هو القراءة بدون حفظ ، وإنما الملازمة له والمداومة على قراءته ، والعبرة بالخواتيم من عمره ، فلا إشكال ، لأن قراءته  من المصحف تنفي عنه الذهول والنسيان .

* وإذا كان المراد من الحديث( - يقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها)

* هو الحفظ، فإنه يلهم ما كان حافظاً له من القرآن في آخر عمره، وقبل نسانه بعذر شرعي ككبر سن ومرض ونحوهما ، لكون ذلك خارج عن إرادته .

* كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ( لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرانه فإذا قرأناه فاتباع قرانه).

* والذي يظهر لي أن الحديث يشمل : حافظ القرآن، وملازم تلاوته  بشرط الإخلاص، لشمول الحديث لهما ، وما كان مترتب على ملازم القرآن من غير حفظ ، فهو لحافظ القرآن من باب أولى ، وذلك لكون حفظه يستلزم تعاهده ( تعاهدوا القرآن ، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها ). 

* ولا شك أن منزلة حافظ القرآن أعظم من مجرد الملازمة لتلاوته، ولهذا يقدم في القبر عند مشقة الحفر لكل ميت قبراً مستقلاً، ويقدم في الصلاة ( يؤم القوم اقرأوهم لكتاب الله ) أي أكثرهم حفظاً، كما في حديث عمرو بن أبي سلمة، وفيه ( فنظروا فإذا أنا أكثرهم حفظاً للقرآن ).

* ويقال لهم ذلك عند دخولهم الجنة .

* والله تعالى أعلم.


كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت