حكم الدعاء والصلاة على الكافر:
حكم الثناء على الكافر بعد موته:
———————-
١- قال تعالى: "أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا بِٱلۡأٓخِرَةِۖ فَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ"
٢- قال تعالى: "إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٌ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ لَعۡنَةُ ٱللَّهِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ" "خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ" .
فدل على مشروعية لعن من مات كافراً، ولو استحق الثناء على عمل دنيوي معين، أو كان قريباً، أو كان ممن ينصر الدين وأهله.
لعموم الدليل.
٣- قال تعالى: "كَيۡفَ يَهۡدِي ٱللَّهُ قَوۡمٗا كَفَرُواْ بَعۡدَ إِيمَٰنِهِمۡ وَشَهِدُوٓاْ أَنَّ ٱلرَّسُولَ حَقّٞ وَجَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ" "أُوْلَٰٓئِكَ جَزَآؤُهُمۡ أَنَّ عَلَيۡهِمۡ لَعۡنَةَ ٱللَّهِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ" "خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ"
٤- قال تعالى: "وَيَوۡمَ نَبۡعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٖ شَهِيدٗا ثُمَّ لَا يُؤۡذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ".
٥- قال تعالى: "وَإِذَا رَءَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلۡعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمۡ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ"
٦- قال تعالى: "وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقۡضَىٰ عَلَيۡهِمۡ فَيَمُوتُواْ وَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُم مِّنۡ عَذَابِهَاۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي كُلَّ كَفُورٖ"
يشمل كل من مات على الكفر ولو كان ناصراً للدين وأهله.
٧- قال تعالى: "وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا".
فكل عمل يستحق عليه الكافر الثناء إذا مات على الكفر فهو هباء منثوراً لا عبرة به في الآخرة.
٨ - وقال تعالى: "وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ"
فكل عمل لا يقبل من الكافر إلا بعد إسلام إذا كان العمل خالصاً لوجه الله تعالى، ومتابعاً فيه لهدي النبي صلى الله عليه وسلم غير مبتدع في دين الله ما ليس منه.
٩- قال تعالى: "مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ"
دلت الآية على تحريم الاستتغفار والترحم على الكافر أو الصلاة عليه.
١٠- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: ((كانت اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لهم: يرحمكم الله.
فكان يقول لهم: يهديكم الله ويصلح بالكم)).
ولو كان يجوز الترحم عليهم لدعا لهم بالرحمة. والحديث يدل على أن الكافر لا يدعى له بالرحمة، بل يدعى له بالهداية، وصلاح البال.
١١- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت)) رواه مسلم.
ففي الحديث عدم جواز الدعاء للكافر بالمغفرة والرحمة، وحكاه النووي وغيره إجماعاً.
١٢- الحزن الطبيعي على الكافر لا بأس به، كحزن من مات من أقارب المسلم وهو على الكفر والإلحاد.
فقد حزن النبي صلى الله عليه وسلم على موت عمه أبي طالب .
١٣- ما تميز به الكافر، واستحق عليه الثناء في الدنيا في ما تميز به، لا يعني عدم بغضه وكراهته ولعنته عند موته على الكفر والإلحاد (فأولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).
( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا).
وكون الإنسان يستحق المجازاة الدنيوية مكافأة له على عمله الدنيوي، لا يعني أن إحسانهم في الدنيا ينفعهم بعد موتهم ، ففي صحيح البخاري : - أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ في أُسَارَى بَدْرٍ: لو كانَ المُطْعِمُ بنُ عَدِيٍّ حَيًّا، ثُمَّ كَلَّمَنِي في هَؤُلَاءِ النَّتْنَى؛ لَتَرَكْتُهُمْ له).
قال شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى :( هذا فيه شرعية مجازاة مَن له عليك يد كريمة، وإظهار استحقاقه لذلك بعد وفاته .....، وهذا من كرم الأخلاق: أن يُجازى المحسنون، وأن يُشكروا على إحسانهم، وأن تُذكر لهم هذه اليد الطيبة ولو بعد وفاتهم، من باب التَّشجيع على مكارم الأخلاق، حتى ولو كان فاعلها كافرًا، من باب التَّشجيع على مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال والنَّفع لمن يستحقّ النَّفع).
١٤- العرب تثني على شهامة عنترة ووفاء السموال، وعلى كرم حاتم، من باب التشجيع على مكارم الأخلاق لا لكون عملهم هذا ينجيهم من عذاب الآخرة .
١٥- الحزن على موت الكافر لمحبته الطبيعية، أو لكونه نصر الدين أو أهله، لا يعني عدم لعنة الله عليه والملائكة والناس أجمعين إذا مات كافراً.
فالحزن لفوات مقصود شرعي بوفاته، أو الحزن بموته لقرابته، أو الحزن عليه لموته لما تميز به في الدنيا لا يعني عدم دخوله في اللعنة من الله وملائكته والناس أجمعين لموته على الكفر والشرك.
ففرق بين الثناء عليه في جانب معين، والثناء المطلق، وبموته على الكفر يكونه عمله هباء منثورا ، لأن الكافر سعيه هباء، وهو مؤاخذ بجحد وإباء.
١٦ - فرق بين المودة الطبيعية كمحبة الزوجة الكافرة، - فهي جائزة ، وبين الموادّة: التي هي السعي في بذل الأسباب التي تجلب محبتهم، فتحرم ( لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
كتبه : محمد بن سعد العصيمي
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق