حكم من جامع زوجته في نهار رمضان وهو غير متعمد :
——————
فمثلاً: رجل جامع زوجته قبل الفجر ونام وذكره في قبلها حتى استيقظ متاخراً بعد الفجر بوقت كبير فمادا عليه؟
—————-
إذا نوى الصيام من الليل ، ولم يتعمد الفطر فلا شيء عليه.
للأسباب التالية :
1 - أن كل من فعل المحظور وهوغير متعمد فلا شيء عليه .
لقوله تعالى : :( ربنا ولا تؤخذنا إن نسينا أو أخطأنا).
2 - فرق بين الخاطيء والمخطيء.
فالخاطيء : الذي يفعل الذنب عن عمد .
ومنه :( لا يحتكر إلا خاطيء).
والمخطيء: الذي يفعل الذنب عن غير عمد .
وهذا لا شيء عليه .
ومنه قوله تعالى : ( فمن قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم ).
خلافاً للمذهب : فيجب فيه الفدية ولو كان عن غير عمد ، لما فيه من الإتلاف.
3 - وللقاعدة التي سبق بيانها : فرق بين المأمور والمحظور .
فالمحظور :من فعله وهو جاهل أو ناسي أو مخطيء فلا شيء عليه.
لقوله صلى الله عليه وسلم :( من أكل أو شرب في نهار رمضان ناسياً فليتم صومه ، فإنما أطعمه الله وسقاه ).
ومن ترك المأمور جاهلاً أو ناسياً أو غير متعمد ، أتى به إذا ذكر في الجملة - مع تفصيل في الجهل بين العبادة المؤقته ، وغير المؤقته-
لقوله تعالى ( أقم الصلاة لذكري).
وحديث( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة بها إلا ذلك).
4 - من تعمد ترك ذكره في فرج زوجته حتى طلع الفجر عليه وهو كذلك كان مجامعاً لزوجته في نهار رمضان وعليه الكفارة : وهي عتق رقبة فإن لم يجد صيام شهرين متتابعين ، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسيكناً.
والقاعدة في ذلك : الاستدامة أقوى من الابتداء.
5 - من جامع ثم علم بدخول الفجر الصادق فنزع فوراً فلا شيء عليه .
والقاعدة : مواضع التقريب لا يتأتى فيها الحد الضابط .
والله أعلم.
محمد بن سعد العصيمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق