حكم بيع أرقام لوحات السيارات المميزة :
حكم بيع الأرقام المميزة للجوالات :
————-
سواء كانت أرقام جوالات أو لوحات سيارات أو نحوهما :
————
ويتضح الجواب عن هذه المسألة في النقاط التالية :
1 - من حيث المقصد من شرائها ، فإذا كان الدافع لشرائها الفخر والخيلاء ، والأشر والبطر، كانت بهذا المقصد محرمة،
والقاعدة : الوسائل لها أحكام المقاصد.
بخلاف من كان مقصوده بهذه إظهار نعمة الله تعالى، وإظهار مكانته التي يستخدمها لخدمة دينه ، فهي بهذا المقصد حلالاً ما لم تتضمن محظوراً آخر .
2 - من حيث وصولها إلى حد الإسراف والتبذير من عدمه.
قال تعالى :( وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )
والإسراف والتبذير لم يحدد في الشرع.
والقاعدة : ما لم يحدد في الشرع ، فالمرجع في تحديده إلى العرف.
فما كان يسيراً عرفاً من المال في بذله في شرائها ولم يصل إلى حد الإسراف والتبذير كان حلالاً بهذا الاعتبار ما لم يحتو على محظور آخر، وما وصل إلى حد الإسراف والتبذير عرفاً، فهو حرام ،
والمعين على ذلك - وهو البائع- كالفاعل.
وقد تقدم تقرير قاعدة : المعين كالفاعل ، في كتابنا القواعد الفقهية والأصولية .
3 - من حيث كونها منفعة معنوية أو حسية .
فمن يعتبرها منفعة معنوية لكون صاحب هذا الرقم من أصحاب الجاه والمنصب والمال الذي ينبغي أن يحترم أكثر من غيره، أو تدل لوحته أو رقمه على احترام أفراد المجتمع له .
فإن جماهير أهل العلم يرون تحريم أخذ العوض على الأمور المعنوية ، لحديث في صحيح مسلم :( إن ابني هذا كان أجيراً عند هذا فزنى بامرأته ، وإني افتديت ابني بمائة شاة ووليدة، وفيه ( على ابنك جلد مائة وتغريب عام ، واغدو يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها ) فأقام عليه الحد، ولم يعط الزوج عوضاً على تدنيس الفراش.
- وقد سبق في مدوني في الشبكة العنكبوتية : حكم أخذ العوض على الجاه.
4 - من حيث كونها منفعة أو انتفاع
فالانتفاع لا يجوز أخذ العوض عليه، بخلاف المنفعة .
فالمنفعة تملك ، والانتفاع كحجز مكان في رحبة المسجد لا يملك .
فإذا كانت انتفاع ، في كونه أولى بهذا الرقم من غيره لكونه سبق عليه، فهو انتفاع لا يجوز أخذ العوض عليه ،- كما سبق تقريره في الفرق بين المنفعة والانتفاع ، وهي بهذا الاعتبار انتفاع لا يجوز بيعة، وليست منفعة .
وأما من حيث اعتبارها منفعة حسية يستفاد من هذا الرقم حسياً لكونه أسرع في الحفظ، أو لكون يعتبر صاحب هذا الرقم مميزاً يرد عليه من يتصل به دون غيره، أو يمكن من الوقوف في آماكن لا تتاح إلا لمن هو من أصحاب الأرقام المميزة ، أو نحو ذلك من المنافع الحسية ككون العرف يعتبر لها قيمة حسية ، فهي جائزة بهذا الاعتبار ما لم تحتو على محطور آخر . والله أعلم .
كتبه / أ . د . محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة/ جامعة أم القرى . مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق