إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الأحد، 11 يونيو 2017

حكم اعتقاد أذية الشياطين في رمضان // لفضيلة الشيخ د.محمد بن سعد العصيمي - حفظه الله




حكم اعتقاد أذية الشياطين في رمضان :


قال  رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ . وفي لفظ( وصفدت ).

والأَصْفاد قيل هي الأَغلال وقيل القيود واحدها صَفَد ، يقال صَفَدْتُه بالحديد ، وقيل الصَّفَد القيد وجمعها أَصفاد ، والصِّفادُ ما يُوثَقُ به الأَسير من قِدٍّ وقَيْدٍ وغُلٍّ .. صُفِّدَت الشياطين يعني شُدَّت وأُوثِقَت 
وروى البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم ، وسلسلت الشياطين .
وفِي لفظ له ( إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء ، وغلقت أبواب جهنم ، وسلسلت الشياطين ) .

وفِي صحيح مسلم مرفوعاً (  إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين )  .

وروى ابن ماجة مرفوعاً - وصححه الألباني (  إذا كانت أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ).

وفِي الحديث (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة)  وحسنه ابن حجر .
 وفِي الحديث (أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطه أمه قبلهم: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر له الملائكة حتى يفطر ويزين الله كل يوم جنته ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره ويغفر لهم في آخر ليلة قيل: يا رسول الله! أهي ليلة القدر؟ لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله).
فهذه الأدلة  تدل على تصفد الشياطين في رمضان، فإن قيل : إن أذاها محسوس أيضاً في رمضان ، بحيث إن الحس يشهد بتلبس شياطين بالإنس في رمضان، ويؤذونهم فيه ، وتستمرأذيتهم فيه .

فالجواب عنه :  أن الشيطان : هو كل عات متمرد من الإنس والجن يسمى شيطان  قال تعالى( وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً) فالشيطان من الجن : هو العات المتمرد وهذا الذي دلّ النص عليه ، وكونه يصفد ويسلسل لا يعني انه لا يؤذي أبداً، ولكن ليست أذيته كما لو كان مطلقاً من غير قيود وسلسلة، وكذا يقال : إن غير العات والمتمرد ليس بشيطان  ، ولم يرد النص بتصفيده ، ولا يعني أنه لا يصدر منه الأذى أحيانا ، فإن كثير العتو والتمرد  يسمى شيطاناً ، وقليله لا يسمى شيطاناً . 
كما أن كثير الفسق في الظاهر يسمى فاسقاً، وقليله : لا يسمى فاسقاً،  وكثير الطاعة ، يسمى طائعاً، وقليله : لا يسمى بذلك، ولهذا ما حدث من الصحابة من أخطاء  فهو مغمور في بحر حسناتهم ولا يعني عدم وقوع الخطأ منهم .
وعلى هذا فإن غير العات المتمرد من الجن لا يسمى شيطاناً  مع امكان وقوع الأذى منه حتى للآدميين ولم يدل النص على تصفيده، وبهذين الجوابين ينتفي الإشكال عن وقوع الأذى من الشياطين  في رمضان مع كونهم مصفدين، والله تعالى أعلم وأحكم.

كتبه /  أبو نجم / محمد بن سعد العصيمي / كلية الشريعة/ جامعة أم القرى / مكة المكرمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت