تطبيقات أصولية على آيات قرآنية . قال الله تعالى frown رمز تعبيري فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم . أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم . أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) . فلعلكم إن توليتم أمر الأمة أن تفسدوا في الأرض بسفك الدماء، وقطع الأرحام ، وقيل : فلعلكم إن أعرضتم عن الكتاب والسنة أن تعصوا الله في الأرض ، فتكفروا به وتسفكوا الدماء وتقطعوا الأرحام . وكلا المعنيين صحيح فتحمل الآية عليهما ، لأن النص إذا احتمل أكثر من معنى ولا تعارض بينهما حمل على جميع تلك المعاني . ( أولئك ) : الظالمون المعرضون عن الكتاب والسنة والمفسدون بسفك الدماء بغير حق وقطع الأرحام ، هم الذين أبعدهم الله من رحمته وطردهم عنها ، وأصمهم عن استماع الحق وأعمى أبصارهم عن الانتفاع به فلم يتبينوا حجج الله مع كثرتها . ولهذا لا يستدلّ بهذه الآية على لعن قاطع الرحم ، لأن اللعنة في هذه الآيات يستحقها من أجتمعت فيه هذه الأوصاف جميعها للقاعدة : أن الحكم إذا علق على شيئين لا يعلق على أحدهما ، وإذا علق على أكثر لا يعلق على أقل . ( أفلا يتدبرون القرآن) فيعملون بما اشتمل عليه من المواعظ الزاجرة والحجج الظاهرة ( أم على قلوب أقفالها) بل هذه القلوب مغلقة لا يصل إليها شيء من معاني هذا القرآن ، فلا تتدبر مواعظ الله وعبره . والأرحام : قيل : القرابة مطلقاً ، وقيل : المحارم ،مما لوفرض أحدهما ذكر والآخر لما جاز أن يتزوج أحدهما بالآخر - من القرابة النسبية - وقيل : هم القرابة الذين يجتمعون معك في الجد الثالث . وقيل : هم المحارم والقرابة الذين يجتمعون معك في الجد الثاني وهذا في نظري أقرب ، لأن قرابة النبي صلى الله عليه : هم من يجتمعون معه في الجد الثاني . وهم بنو هاشم ، إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف ، وعيد مناف ترك أربعة من الولد : هم المطلب ، وهاشم ، ونوفل ، وعبدشمس ، وقرابته : بنو هاشم . ويشارك بنو المطلب بني هاشم في الخمس ( إنا وبنو المطلب لم نفترق في جاهلية ولا في إسلام ) .وتحرم الزكاة على بني هاشم فقط ( أن الصدقة لا تحل لآل محمد إنما هي أوساخ الناس ) .
كتبه / محمد بن سعد العصيمي / عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة / جامعة أم القرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق