إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الأحد، 11 أبريل 2021

حكم الفوانيس الرمضانية، وتعليق الشرائط ونحوها ابتهاجاً برمضان // لفضيلة الشيخ د. محمد بن سعد الهليل العصيمي -حفظه الله-.


 حكم الفوانيس الرمضانية، وتعليق الشرائط ونحوها ابتهاجاً برمضان:

————-

(الخلاصة: لا بأس به ما لم يعتقد أن ذلك عبادة يتقرب بها إلى الله تعالى).

—————-

يتضح ذلك في النقاط التالية:

١- إذا ترتب على ذلك إسراف في المال وتبذير، كان حراما، ولم يحدد ضابط الإسراف في الشرع، والقاعدة: ما لم يحدد في الشرع، فالمرجع في  تحديده إلى العرف.

قال تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا).


٢- إن الفرح ببلوغ رمضان مشروع، وفي الحديث: (رغم أنف امريء أدركه رمضان، ولم يغفر له). وروي  أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يبشر أصحابه برمضان.

وقال تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ).

فالفرح بما يتعلق بالآخرة وما يوصل إليها  وما يكون سبباً في نيلها والتعرض لنفحات الرحمة والمغفرة في شهر رمضان، خير من الفرح بحطام الدنيا الزائل.

والقاعدة: الوسائل لها أحكام المقاصد.


* ولأنه إذا جاز زخرفة المساجد -على الخلاف في الكراهة-  للحرمة المكانية، جاز في رمضان للحرمة الزمانية، بجامع الحرمة في كل -وقد سبق بيان حكم زخرفة المساجد (لمراجعته اضغط هنا)-.


٣- الأفضل: أن لا يفعل الإنسان ذلك، وإنما يستقبل رمضان بالتوبة والاستغفار التي هي سبب توفيق المسلم للطاعة، ويجتهد في العبادة بالقيام مع الإمام والصيام ونحو ذلك مما كان عليه هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.


٤- من يتعبد لله تعالى بهذه الفوانيس والشرائط ونحوها، فهذا من البدع، قال صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).

والقاعدة: الأصل في العبادات التوقيف.


٥- فإن قيل : إذا كان يعتقد أن فعل هذه الطقوس عبادة يتقرب بها إلى الله تعالى، فلا شك في بدعية هذا العمل، ولكن إذا لم يعتقد التعبد بها، يشكل عليه، قاعدة: أن التخصيص لا ينبعث إلا عن اعتقاد الاختصاص -وقد سبقت في القواعد (لمراجعته اضغط هنا)-، وقد قررها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه: اقتضاء الصراط المستقيم.


والجواب: أن المراد بالقاعدة: من يتعبد لله تعالى أو يجعل عبادة في وقت محدد -ليست داخلة في عموم النص العام في المشروعية- في وقت محدد فإنه يدل على أنه يعتقد فضيلة تلك العبادة في ذلك الوقت حتى وإن ادعى عدم اعتقاده أن له فضيلة في ذلك الوقت، لأن تخصيصه ذلك الوقت بتلك العبادة دون بقية الأوقات، وليس ذلك أحد أفراد العام المشروع فيه تلك العبادة، يدل على اعتقاد فضيلة خاصة لذلك الوقت عنده.

وأما ههنا فهي عادة، والقاعدة: العادة محكمة، ما لم يوجد الدليل أو القرينة على التعبد بها فيقع في المحظور.


٦- فإن قيل: القاعدة: كل احتفال  أو اجتماع أو عمل بمناسبة ذكرى ماضية لا حادثة فهو بدعة -كما سبق تقريره في القواعد (لمراجعته اضغط هنا)- فلماذا لا يكون الاحتفال في رمضان كالاحتفال في شعبان -وقد سبق أن الشعبنة بدعة (لمراجعته اضغط هنا)-؟


فالجواب كالآتي:


١- أن الابتهاج برمضان وببلوغه، وردت به أدلة كثيرة، بمجموعها يدل على مشروعية الفرح ببلوغه -كما سبق بيانها- والوسائل لها أحكام المقاصد، بخلاف شعبان فالذي ورد به هو فضيلة الصيام فيه.


٢- أن هناك من أهل العلم من قال ببدعية الاحتفال ببلوغ رمضان.


٣- أن وضع الفوانيس والشرائط بمناسبة بلوغ رمضان من الأمور اليسيرة التي لا تصل إلى حد إقامة الاحتفالات والاجتماعات والولائم، فإلحاقها بتهنئة الناس ببلوغه أقرب من إلحاقها بالاحتفالات والاجتماعات بناسبة ذكرى ماضية.


٤- أن هناك فرق بين تعظيم الشهر كاملاً، كرمضان، فيكون كل ما يشعر بتعظيمه مشروع، وبين ما ورد تعظيمه بشيء خاص، كالصيام في شعبان، فالأول مشروع، والثاني ممنوع إلا بما ورد به النص كالصيام.


ففرق بين تعظيم ما أشعر الله بتعظيمه (ومن يعطم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) كرمضان، والوسائل لها أحكام المقاصد، وبين  غير المعظم مما لم يرد فيه نص، كشهر شعبان.


٥- وفرق بين تعظيم المعظم، لكونه بمناسبة حادثة، وبين إعادة ذكرى مناسبة ماضية كالشعبنة فإنها بمناسبة قرب رمضان في شهر شعبان الذي يتكرر في كل عام، فيكون بذلك تشبهاً بالعيد الذي يتكرر في كل عام.


والله تعالى أعلم.


كتبه/ د. محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت