كيفية تقسيم الخمس في الغنيمة :
هل خمس الغنيمة يكون في بيت المال ينفق فيه على الأصناف الخمسة وغيرهم حسب اجتهاد ولي أمر المسلمين فيما يراه من المصلحة ، ويحمل قوله تعالى ( واعلموا أن ما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين إن كُنتُم آمَنتُم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير ) على الأفضلية أو التمثيل جمعاً بين النصوص:
نعم ، وهو قول المالكية خلافاً للجمهور ، للأدلة التالية :
١ - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أسرى بدر ( لو كان المطعم بن عدي حياً وكلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له ).
٢ - ورد النبي صلى الله عليه وسلم سبيء هَوازن . وفيه الخمس.
٣ - أن النبي صلى الله عليه وسلم - كما جاء في الصحيح - ( ما لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس ، والخمس مردود عليكم ).
٤ - وفِي الصحيح من حديث عبدالله بن مسعود ، قال : آثر النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين أناساً من الغنيمة ، فأعطى الأقرع بن حابس مئة من الإبل، وأعطى عيينة مائة من الإبل ، وأعطى أناس من أشراف العرب ، وآثرهم يومئذ في القسمة ، فقال : رجل : والله أن هذه لقسمة ما عدل فيها، أو ما أريد بها وجه الله.
فقلت : والله لأخبرن النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته، فقال ( يرحم الله أخي موسى ، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر ).
٥ - ولما ثبت في صحيح مسلم : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية قبل نجد فأصابوا في سهمانهم اثني عشر بعيراً، ونفلوا بعيراً بعيراً.
فهذه الأدلة تبين أن الخمس من حق الإمام يتصرف به كيف شاء ، ويجعله في مصالح المسلمين .
وكل من يتصرف لغيره ، يجب أن يتصرف بالأحسن لذلك الغير .
وتحمل الآية السابقة ( واعلموا أن ما غنمتم من شيء فأن لله خمسه ...) على الأفضلية ، أو تكون من باب التمثيل لتلك المصارف ، وما خرج مخرج التمثيل فلا مفهوم له .
والقاعدة : الجمع بين النصوص واجب ما أمكن، وبهذا تجتمع الأدلة،
بينما جمهور العلماء يرون تقسيم خمس الغنيمة على خمسة أقسام، للآية السابقة ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ...) وسبق الجواب عليها .
والله تعالى أعلم .
كتبه / أبو نجم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق