سجود الشكر وأحكامه:
جاء في الصحيحين: أن كعب بن مالك رضي الله عنه سجد شكراً لله تعالى لما بشر بتوبة الله عليه.
والقاعدة: ما حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فهو حجة في الأحكام الشرعية، وإن لم يعلم به.
لأن العهد عهد تشريع، ولو كان منكراً لأنكره الله في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
فدلّ الحديث السابق على مشروعية سجود الشكر لله تعالى على النعم المتجددة، وأما نعم الله المستمرة، كنعمة الإسلام والعافية في الأبدان، ونحوهما فإن شكرها يكون بالعبادة والطاعة لله تعالى، والتحدث بنعم الله، وإقرار ذلك بالقلب بالاعتقاد الجازم أن جميع النعم من الله وحده لا شريك له.
ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم سجود شكر على النعم المستمرة، مع أن نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى { وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [سورة النحل:18]. { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ } [سورة النمل:73]. اللهم فلك الحمد حمداً، ولك الشكر شكراً شكراً على نعمك المستمرة والمتجددة.
والقاعدة: ما توفر سببه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود المقتضي، وإنتفاء المانع، فتركه هو السنة.
* وحديث أبي بكرة رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جاءه أمر يسره خَر ساجداً لله" رواه الخمسة إلا النسائي، وسنده ضعيف ، لضعف بكار بن عبدالعزيز، قال ابن معين: ليس بشيء، وفِي رواية عنه قال: صالح. وكذا اختلفت الرواية فيه عن البزار، فقال مرة: ليس به بأس، وقال أخرى: ضعيف.
وفِي سنده أيضاً: عبدالعزيز، قال عنه الحافظفي التقريب: صدوق.
وبهذا نعرف أن هذا السند ضعفه يسير، إذا وجد ما يعضده يرتقي إلى درجة الحسن لغيره.
* وروى الإمام أحمد عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: سجد النبي صلى الله عليه وسلم فأطال السجود، ثم رفع رأسه، وقال: "إن جِبْريل أتاني، فبشرني، فسجد لله شكراً". وفيه عبدالواحد بن محمد، لم يوثقه سوى ابن حبان، وذكره البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وأخرجه الإمام أحمد من طريق آخر، وفيه أبو الحويرث: عبدالرحمن بن معاوية، قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق سيّء الحفظ.
والعلة الأخرى في هذا السند عند أحمد: أن محمد بن جبير لم يصح سماعه من عبدالرحمن بن عوف.
* وعن البراء بن عازب رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث علياً إلى اليمن -فذكر الحديث- فكتب علي بإسلامهم، فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب خَر ساجداً".
وأعِلَّ بأن أصل الحديث في البخاري بدون ذكر زيادة سجود الشكر.
* وعلى كل فسجود الشكرمشروع ومستحب عند وجود سببه، وهو تجدد نعمة أو اندفاع نقمة، سواء كان ذلك على الساجد خاصة أو عامة للمسلمين.
* وليست الطهارة شرط فيه؛ لأنه لا يسمى صلاة شرعاً، ولا يقاس على سجود السهو بعد السلام؛ لأن سجود السهو تابع للصلاة فيشترط فيه شروط الصلاة.
وكذا لا تكبير فيه عند الشروع فيه، ولا بعد الانتهاء منه؛ لأنه لم يرد، والأصل في العبادات التوقيف.
وبهذا تتقرر قاعدة: كل ما يستجد للإنسان مما يسر به من حدوث شيء أو اندفاعه عنه، شرع بسببه سجود الشكر.
والله تعالى أعلم.
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي.
جاء في الصحيحين: أن كعب بن مالك رضي الله عنه سجد شكراً لله تعالى لما بشر بتوبة الله عليه.
والقاعدة: ما حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فهو حجة في الأحكام الشرعية، وإن لم يعلم به.
لأن العهد عهد تشريع، ولو كان منكراً لأنكره الله في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
فدلّ الحديث السابق على مشروعية سجود الشكر لله تعالى على النعم المتجددة، وأما نعم الله المستمرة، كنعمة الإسلام والعافية في الأبدان، ونحوهما فإن شكرها يكون بالعبادة والطاعة لله تعالى، والتحدث بنعم الله، وإقرار ذلك بالقلب بالاعتقاد الجازم أن جميع النعم من الله وحده لا شريك له.
ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم سجود شكر على النعم المستمرة، مع أن نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى { وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [سورة النحل:18]. { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ } [سورة النمل:73]. اللهم فلك الحمد حمداً، ولك الشكر شكراً شكراً على نعمك المستمرة والمتجددة.
والقاعدة: ما توفر سببه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود المقتضي، وإنتفاء المانع، فتركه هو السنة.
* وحديث أبي بكرة رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جاءه أمر يسره خَر ساجداً لله" رواه الخمسة إلا النسائي، وسنده ضعيف ، لضعف بكار بن عبدالعزيز، قال ابن معين: ليس بشيء، وفِي رواية عنه قال: صالح. وكذا اختلفت الرواية فيه عن البزار، فقال مرة: ليس به بأس، وقال أخرى: ضعيف.
وفِي سنده أيضاً: عبدالعزيز، قال عنه الحافظفي التقريب: صدوق.
وبهذا نعرف أن هذا السند ضعفه يسير، إذا وجد ما يعضده يرتقي إلى درجة الحسن لغيره.
* وروى الإمام أحمد عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: سجد النبي صلى الله عليه وسلم فأطال السجود، ثم رفع رأسه، وقال: "إن جِبْريل أتاني، فبشرني، فسجد لله شكراً". وفيه عبدالواحد بن محمد، لم يوثقه سوى ابن حبان، وذكره البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وأخرجه الإمام أحمد من طريق آخر، وفيه أبو الحويرث: عبدالرحمن بن معاوية، قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق سيّء الحفظ.
والعلة الأخرى في هذا السند عند أحمد: أن محمد بن جبير لم يصح سماعه من عبدالرحمن بن عوف.
* وعن البراء بن عازب رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث علياً إلى اليمن -فذكر الحديث- فكتب علي بإسلامهم، فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب خَر ساجداً".
وأعِلَّ بأن أصل الحديث في البخاري بدون ذكر زيادة سجود الشكر.
* وعلى كل فسجود الشكرمشروع ومستحب عند وجود سببه، وهو تجدد نعمة أو اندفاع نقمة، سواء كان ذلك على الساجد خاصة أو عامة للمسلمين.
* وليست الطهارة شرط فيه؛ لأنه لا يسمى صلاة شرعاً، ولا يقاس على سجود السهو بعد السلام؛ لأن سجود السهو تابع للصلاة فيشترط فيه شروط الصلاة.
وكذا لا تكبير فيه عند الشروع فيه، ولا بعد الانتهاء منه؛ لأنه لم يرد، والأصل في العبادات التوقيف.
وبهذا تتقرر قاعدة: كل ما يستجد للإنسان مما يسر به من حدوث شيء أو اندفاعه عنه، شرع بسببه سجود الشكر.
والله تعالى أعلم.
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق