تأملات في آية:
قال تعالى: (ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالداً فيها ذلك الخزي العظيم).
{يُحَادِدِ} تعني: يعادي، ويشاقق؛ أي: يجعل نفسه في شق والله ورسوله ودينه في شق آخر. أو: يحارب دين الله فيكون هو في وجهة ودين الله في وجهة أخرى. وهناك علاقة بين كلمة "يحارب" وكلمة "حد"، فحدُّ السيف هو الجزء القاطع منه الذي يفصل أي شيء يقطعه إلى جزءين، فكأن الذي يحادد هو من يحارب منهج الله ورسوله. فهو لا يكفر بالله فقط، ولكنه يحمل السلاح ليجعل خلق الله يكفرون أيضاً.
{ أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ ٱللَّهَ}
فالحد هو: الذي يفصل بين حق وحق.
والذين يحادون الله هم الذين يجعلون الله في جانب وهم في جانب، وبذلك لا يعيشون في معية الله ولا ينعمون بنعمة الإيمان به سبحانه ولا يطبقون منهجه. بل يجعلون حدّاً بينهم وبين ما أمر به الله، فهؤلاء يبشرون بالعذاب المهين من رب العالمين.
فالواجب الحذر من محاربة دين الله تعالى، وأولياءه، وتعاليمه، والحذر من التمرد على حدود الله تعالى وانتهاك محارمه.
والحذر من موالاة من عادى الله ورسوله ودينه والإسلام والمسمين، بل يجب نصب العداء له، والتحذير منه، ومنابذته واعتزاله.
محمد بن سعد الهليل العصيمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق