حكم زكاة حشف التمر :
حكم زكاة الحشف الذي لا يستفاد منه إلا بعد تحويله إلى معجون تمر :
—————
الحشف : يطلق ويراد به فاسد التمر الذي لا يستفاد منه مطلقاً.
ويطلق ويراد به الرديء الذي يستفيد منه الإنسان، ولو علفاً لبهائمه .
أ - أما إذا كان حشفاً لا يستفاد منه مطلقاً، فهذا في حكم التالف ووجوده كعدمه .
ب. - وأما إذا كان مما يمكن الاستفادة منه للإنسان، بتحويله دبساً ، أو معجوناً، أو علفاً للبهائم أو نحو ذلك، فإن الزكاة تجب فيه ، للأسباب التالية :
١ - أن كل خارج من الأرض - مما يستفاد منه - تجب فيه الزكاة ، على الأرجح، لعموم قوله تعالى :( وآتوا حقه يوم حصاده) وعموم حديث( فيما سقت السماء أو كان عثرياً العشر ...) وهو قول الحنفية، وقد سبق بيان الخلاف وتقرير الراجح .
وهذا النوع وهو الحشف من التمر مما يمكن الاستفادة منه، وليس بهدر لا فائدة منه.
٢ - فإن قيل : العبرة بالمنظور ، لا بالمنتظر، وهو في تلك الحال لا يأخذه الفقير .
فالجواب : أن هذا النوع من الحشف وما في حكمه من التمر الذي أكلت بعضه الطيور ، لا يرغبه الفقير لنفسه على تلك الصفة في أكله، ولكن يمكنه أن يأخذه الفقير ويحوله إلى تمر معجون، أو يجعله علفاً لدوابه، أو يحوله دبساً، وإذا كان كذلك فهو خارج من الأرض مما يمكن أن يستفاد منه ، وليس هو كالقسم الأول مما لا فائدة فيه مطلقاً.
٣ - أن من أعطى زكاة التمر الحشف بهائم غيره بنية الزكاة بدون تمليك للفقير، أجزأ على الأصح ، خلافاً امن يشترط التمليك للفقير .
٤ -أن من أخذه بعد أداء الزكاة ،وحوله بنية التجارة والربح ، استأنف حولاً حين تملكه بقصد الربح والاتجار .
٥ - ان من لم يجد من يقبل الحشف لأي غرض من أغراضه - دبساً، أو علفاً، أو أكلاً، أو غير ذلك - فله أن يحوله إلى معجون ، ويضمن حق الفقراء والمساكين بقيمته قبل عجنه، وصرفه لهم ، لأن تغيير العين الزكوية إلى القيمة للحاجة أو المصلحة الراجحة ، يجوز، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .
٦ - لا يجب على الغني عجن الحشف لمصلحة الفقير، لأن العبرة بالمنظور لا بالمنتظر ، وقت الحصاد عندما يؤيه الجرين ، لكن إذا لم يكن طريقا يستفاد من هذا الحشف إلا بهذه الطريقة، فإذا عجنه الغني ضمن حق الفقير بقيمة الحشف قبل عجنه ، والله تعالى أعلم .
كتبه /د. محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق