إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2020

حكم أطفال المنافقين // لفضيلة الشيخ د.محمد بن سعد العصيمي-حفظه الله

 


حكم أطفال المنافقين :


حكم أطفال المسلمين :

————-

الطفل يتبع أحسن أبويه ديناً، لقوله صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود إلا ويولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه، أو يمجسانه) ولم يقل يسلمانه، لأن الأصل فيه الإسلام .

وطفل المنافقين، إذا كانت أمه مسلمة، أو أبوه مسلم ، والآخر منافق نفاقاً اعتقادياً أكبر ، فإن هذا الطفل له حكم أطفال المسلمين في الآخرة، وله حكم أطفال المسلمين في أحكام الدين، ويعامل معاملة المسلم .

وأما الطفل الذي أبواه منافقان نفاقاً اعتقادياً اكبر ظاهراً  ، فإنه يعامل معاملة المشركين في الدنيا والآخرةأيضاً له حكم أطفال المشركين ، لأننا نعامل الناس معاملة الظاهر ، ونكل سرائرهم إلى الله تعالى.

ومن كان نفاقه نفاقاً اعتقادياً ظاهراً، فله حكم المرتد، والنفاق الاعتقادي، نوع من أنواع الردة، فإذا تحقق ذلك في الوالدين مع وجود الشروط ، وانتفاء الموانع، عومل طفلهما معاملة أبويه ، وكان هذا الطفل منهما إذا مات قبل البلوغ، له أحكام أطفال المشركين في الآخرة .

وأما من كان نفاقه عملياً كمن إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أتمن خان، وإذا خاصم فجر، فهذا بأجماع العلماء لا يخرجه من دائرة الإسلام .


وأما من كان نفاق أبويه من الأطفال  اعتقادياً أكبر غير ظاهر ، فإنه يعامل معاملة المسلمين في الدنيا، وأما في الإخرة فله حكم أطفال المشركين.


وأطفال المشركين في الآخرة ، منهم من يدخل الجنة، كما في الحديث : ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى إبراهيم في الجنة، وحوله أطفال المسلمين، وأطفال المشركين .


وأما أطفال المسلمين ، فإن جمهور العلماء على أنهم في الجنة  ،  ولم يفصلوا بين التعيين والإجمال  .

وقد حكاه ابن عبدالبر إجماعاً.


وذهب جمع من العلماء ، إلى أنهم من أهل الجنة على سبيل الإجمال لا التعيين ، كآبائهم ، أنهم على الإيمان، ومن مات مؤمناً دخل الجنة ، وإن دخل النار قبل ذلك بسبب ذنوبه، ولكن لا يحكم على المعين منهم بأنه من أهل الجنة، وهذا ما اختاره الحنابلة .


فإن قيل : إن الأب أو الأم من أهل التكليف، فقد يكون فيه مانعاً من دخول الجنة بسبب ذنوبه، بخلاف الصغير لا ذنب له.


فالجواب : أن هذا الجواب قوي ووجيه، 

ويؤيده : ما جاء من الدعاء لأبوي الطفل في صلاة الجنازة على الطفل، ان يكون فرطاً وشافعاً لأبويه، مما يدل على كونه سابق لأبويه في دخول الجنة .

ومع ذلك لا يمنع أن يكون ذلك ممن سبق في علم الله تعالى بعمله الذي سيعمله، فيكون في حكم أهل الفترة .


فإن قيل : في صحيح مسلم ، لما أتي النبي صلى الله  بجنازة طفل من الأنصار ، فصلى عليه، فقالت عائشة:  طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة، قال النبي ﷺ: أو غير هذا يا عائشة ! إن الله خلق للجنة أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم).


وهذا الحديث : ضعفه الإمام احمد بن حنبل ، ويؤيد إعلال الإمام أحمد لمتابعة فضيل بن عمرو بكونه قد سمعه من طلحة، أن الحديث مشهور معروف من رواية طلحة بن يحيى عن عائشة، وقد أنكره عليه غير واحد من النقاد .

بل قال ابن رجب في ( أهوال القبور ) : ( وذكر العقيلي أنه لا يحفظ إلا من حديث طلحة ).


وعلى فرض صحته ، فالجواب من اوجه :



الأول : أن المقصود من هذا: منعها من أن تشهد لأحد معين بالجنة أو بالنار.


الثاني : انه كان ذلك قبل علمه صلى الله عليه وسلم انهم من أهل الجنة .


والثالث : أن هذا الحديث منسوخ.


والرابع  : أو  أنه طفل لا يشهد له؛ لأنه قد يكون تابعاً لأبويه، وأبواه ليسوا على الإسلام وإن أظهراه، فالإنسان قد يظهر الإسلام نفاقاً، وقد تظهره أمه نفاقاً.

فلا يشهد لأحد بالجنة ولا بالنار ولو طفلاً، لا يقال: هذا من أهل الجنة قطعاً؛ لأنه ما يدري عن حال والديه، والأطفال تبع لآبائهم، ومن كان مات على الصغر وليس تبعاً للمسلمين فإنه يمتحن يوم القيامة على الصحيح، إذا كان ليس ولداً بين المسلمين بل لغيرهم من الكفار فإنه يمتحن يوم القيامة، فإن أطاع دخل الجنة وإن عصى دخل النار كأهل الفترة، الصحيح: أنهم يمتحنون، أنهم يمتحنون أهل الفترة، فهكذا الأطفال، ولهذا لما سئل النبي ﷺ عن أولاد المشركين قال: (الله أعلم بما كانوا عاملين ) .

وقيل : بالتوقف في أطفال المسلمين ، لحديث( الله أعلم بما كانوا عاملين ) ولكنه ورد ذلك لما سئل عن أطفال المشركين .


وبناء على ما سبق : فإن أطفال المسلمين في الجنة ، والجمهور على أنهم بأعيانهم  في الجنة، فيكون من باب أولى على سبيل الإجمال أنهم من أهل الجنة ، والله تعالى أعلم .


كتبه / د. محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت