متى يكون ذكر الصباح، ومتى يكون ذكر المساء:
———-
المساء عند العرب يطلق على آخر النهار وأول الليل( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) فيها دليل على أن المساء عكس الصباح، وهو آخر النهار.
{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ * يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ }
وفي الآية أن المساء ينتهي بوقت العشاء( وعشياً)، ويبدأ بانتهاء وقت الظهيرة .
وأن الصباح ينتهي بوقت الظهر .
ولغة العرب تقتضي ذلك.
والقرآن جاء بلغة العرب( وإنه لتنزيل رب العالمين ، نزل به الروح الأمين ، على قلبك لتكون من المنذرين ، بلسان عربي مبين).
والأذكار تكون في وقت المساء من نهاية وقت الظهيرة إلى قبيل العشاء.
وتكون أذكار الصباح من طلوع الفجر الصادق إلى قبيل وقت الظهيرة، هذا هو الأصل، ووجود أذكار الصباح في أول وقتها أفضل، لتكون حصناً للمسلم من أول وقته.
وأذكار المساء في أول وقتها أفضل ليكون في حصن حصين بإذن الله تعالى، ويستثنى من ذلك ما دل الدليل على وجوده في جزء من ذلك الوقت، كحديث ابن مسعود رضي الله عنه في صحيح مسلم (- لَقِيتُ أَبَا مَسْعُودٍ عِنْدَ البَيْتِ، فَقُلتُ: حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ في الآيَتَيْنِ في سُورَةِ البَقَرَةِ، فَقالَ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: الآيَتَانِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ مَن قَرَأَهُما في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ).
فإن هذا الحديث يدل على كون هذا الذكر في الليل لا في آخر النهار ، والله تعالى أعلم
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة/ جامعة أم القرى / مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق