———-
١ - فرق بين من تأخر عن الإمام بركن متعمداً بلا عذر ،
فتبطل صلاته ، وبين من تأخر عن الإمام في الركن وأدرك المتابعة في الركن مع تأخره: لم تبطل صلاته مع مخالفته في المشروع .
ففرق بين التأخر عن الركن، والتأخر في الركن .
٢ - من سبق الإمام في المتابعة بركن عالماً متعمداً ، بطلت صلاته بالاتفاق ، فكذا من تأخر عن متابعة الإمام بركن عالماً متعمداً، قياساً على المسابقة .
ولحديث : ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا ، وإذا سجد فاسجدوا …).
والقاعدة : ربط الجواب بالشرط يدل على الفورية .
والقاعدة : الفاء تدل على الترتيب مع التعقيب .
قال ابن مالك في الفيته: والفاء للترتيب باتصال
وثم للترتيب مع انفصال .
٣ - القاعدة : النهي إذا كان يختص بذات العبادة : فإن النهي يقتضي الفساد .
وقد سبق تقريرها في القواعد ، في قاعدة : هل النهي يقتضي الفساد؟-
وفي الحديث: ( أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله صورته صورة حمار ، أو رأسه رأس حمار)
فإذا كان ذلك في المسابقة فإن قياس العكس يقتضي تحريم التأخر عن الركن ، كما هو الشأن في المسابقة .
٤ - من تأخر للعذر : صلى ما فاته حتى يدرك الإمام في الموضع الذي هو فيه ثم يتابعه وجوباً، بدليل صلاة الخوف ، وكون التأخر فيها عن متابعة الإمام للعذر.
ومن لم يستطع المتابعة للعذر الشرعي نوى الانفصال ، وأتم صلاته ، كما في حديث معاذ لما صلى بأصحابه سورة البقرة ، وانفصل عنه رجل، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك المنفصل، وإنما أنكر على معاذ تطويله على الناس، وقال :( افتان أنت يا معاذ..).
٥ - من صلى خلف من لا يمكن متابعته لكونه لا يطمئن في صلاته ، وجب الانفصال عنه ، ويصلي منفرداً.
لكون المتابعة له غير ممكنه شرعاً إلا بعدم الطمأنينة، والطمأنينة ركن من أركان الصلاة، لأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسيء صلاته بالإعادة في الوقت ولم يأمره بالأعدة لما خرج وقتها مع قوله ( لا أحسن غير هذا ).
وذلك أن الجاهل لترك واجب مؤقت يعيد في الوقت ، ولا يعيد ما خرج وقتها .
٦ - من تخلف عن الركن في المتابعة لجهله يؤمر بالإعادة لتلك الصلاة ما دام وقتها لم يخرج، ويعذر فيما فات وقتها لجهله ، لحديث المسيء في صلاته السابق، وفيه الأمر بإعادة الصلاة التي في الوقت( فصل فإنك لم تصلي)
ولم يؤمر بما خرج وقتها كما سبق، والله تعالى أعلم .
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة/ جامعة أم القرى / مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق