حكم قول : صدق الله العظيم في الصلاة بعد سماع التلاوة :
——————
1 - لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم قول : صدق الله العظيم بعد التلاوة لا في الصلاة ولا في خارج الصلاة، فالسنة هي التزام ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
2 - قوله تعالى : ( قل صدق الله …)
إذا تلاها المصلي ، أو جزءاً منها( صدق الله ) بقصد التلاوة ولو كانت بعد التلاوة ، لا تبطل الصلاة ، لكون ذلك من جنس الذكر المشروع في الصلاة .
والقاعدة : ما كان من جنس الكلام في الصلاة لا يبطلها ، وما كان من غير جنسها لا يبطلها، بدليل حديث معاوية بن الحكم ، وفيه لما عطس الرجل في الصلاة فقال الحمدلله، فقال له الآخر : رحمك الله .
فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم على الذي قال :( رحمك الله ) وقال :( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس..) ولم ينكر على الذي قال : ( الحمدلله).
وكلمة : ( صدق الله ) : إذا نطقها المصلي بعد التلاوة على أنها من كلام الله تعالى في القرآن لم تبطل صلاته لأنها تلاوة، وإذا نطقها عالماً ذاكراً متعمداً ، على أنها من كلامه فليس تلاوة ولا ذكر ، فتبطل بها الصلاة .
فما كان من كلام الآدميين في الصلاة يبطلها إذا كان عالماً ذاكراً مختاراً متعمداً.
وما كان من كلام الله تعالى في القرآن ، أو كان ذكراً ، أو تسبيحاً لا يبطلها، لقوله صلى الله عليه وسلم ( إنما هي التسبيح ، والذكر ، وتلاوة القرآن ).
واللفظ الذي يحتمل أنه من كلام الله تعالى في كتابه أو من كلام البشر ، فيحسب نية المتلفظ، إن نوى أنه من التلاوة لم تبطل صلاته، وإن قصد كلام الآدميين بطلت صلاته بالشروط السابقة.
3 - هل لفظ : ( صدق الله ) بعد التلاوة بدعة .
هذا يرجع إلى قاعدة : كل ما توفر سببه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله، مع وجود المقتضي وانتفاء المانع ، فتركه هو السنة، وفعله إذا دخل تحت خصوص النص أو عمومه - في المشروعية- فليس ببدعة، وما لم يدخل فهو بدعة .
وههنا كلمة صدق الله بعد التلاوة وإن لم تكن سنة فليست ببدعة، والقاعدة : ترك السنة لا يستلزم الوقوع في البدعة.
وقد جاء النص بقوله تعالى : ( قل صدق الله ..).
والله أعلم .
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق