حكم القضاء للزوجة التي قدمت من عملها إلى مقر زوجها الذي فيه زوجته الأخرى :
————
فمثلاً :امرأة تعمل في غير مكان زوجها
وتأتيه أسبوع بعد شهرين هل يحق للزوج أن يمكث عندها تلك الفترة بدون إذن من الأخرى.؟
———————————————-
1 - إذا كان هناك تراضي على هذا الفعل من الزوجتين ، فلا إشكال في الجواز ، لكون الحق لهما ولا يعدوهما.
والقاعدة : حقوق المخلوقين تسقط بإسقاطهم.
والقاعدة : العلم برضا المستحق يقوم مقام إظهاره للرضا.
- وقد تقدمت في القواعد -.
2 - زوجته العاملة في غير بلدة الزوج ، لا تخلو من الأحوال التالية :
أ - أن تكن مقيمة في غير بلده بإذنه : فلا يسقط حقها في القسم إلا إذا طلبها للقدوم والسكن في بلده فرفضت من غير عذر أو شرط أو رضا منها بذلك .
لأن المرأة إذا خرجت من غير إذن زوجها، أو لم تقدم إلى بلده الذي طلبها فيه ، ولم تشترط ذلك فهي ناشز، تسقط عنها النفقة والمبيت .
ب - أن تكن مسافرة لعملها بإذنه ، فههنا سقط حقها في القسم، لسفرها لحاجتها بإذنه .
وأما إذا خرجت لعملها بموجب الشرط على الزوج في عقد النكاح ، فإذا كان المراد بالشرط : هو مجرد الإذن فقط لها بالعمل ، سقط حقها في القسم لخروجها لحاجتها بإذن زوجها المتفق عليه بالشرط.
وإذا كان المراد بالشرط بالإذن العمل : يستلزم القيام بما يلزمه لسفرها من النفقة والكسوة والسكن والمبيت ونحو ذلك ، لزم الزوج قضاء مادفاتها من أيامها بسبب عملها
فإذا لم يحدد المراد باللفظ فالمرجع إلى العرف، فإن اضطرب أو لم يعرف ، فالأصل هو الأول : وهو مجرد الإذن .
لأن ما زاد مشكوك فيه ، وإذا شككنا رجعنا للأصل وهو الأول .
3 - هل يجوز للزوج أن يتحائل على الزوجة التي في بلده ، عند قدوم زوجته العاملة أن يغير القسمة فيبقى عند العاملة بعدد أيام مكثها في بلد زوجها ، ثم يقضي للأخرى ؟
على فرض جواز القسم بأكثر من ليلة بدون رضا الزوجتين - وفيه خلاف مشهور - فلا يجوز هذا التحائل ، لأن فيه اعتداء على حق الغير ، وكل تحائل يسقط واجباً أو يعتدى به على حق الغير فهو حرامر.
وهذا التحائل : يعني القضاء للزوجة العاملة التي ليس لها حق القضاء إلا بإذن الأخرى .
4 - يجوز للزوج القسم بين الزوجتين بأكثر من ليلة ، كثلاثة أيام وثلاثة ، لحديث( وإن سبعت لك سبعت لنسائي) ما لم يصل ذلك إلى حد عدم المعاشرة بالمعروف أو الضرر والمشقة الفادحة على الزوج أو الزوجات ( لا ضرر ولا ضرار ).والله أعلم .
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى / مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق