حكم الزواج من ملتصقين بقلبين ورأسين ، وأعضاؤهم التناسلية واحدة :
———————
لا يجوز الزواج ممن كانت هذه خلقتهما ،
وذلك للأسباب التالية :
1 - إذا كانتا أنثيين يترتب على ذلك اشتراكهما في الأعضاء التناسلية ، ولا يجوز ذلك ، قياساً على عدم جواز وطء الأمة المشتركة بين شخصين .
2 - ولما في ذلك من اختلاط الماء بينهما، وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سبايا أوطاس :( لا تؤطأ ذات حمل حتى تضع، ولا ذات غير حمل حتى تحيض حيضة).
3 - ولما في وطء من هذه خلقتهما من الجمع بين أختين إذا كانتا أنثيين ، وقد قال تعالى :( وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف).
4 - ولأن الخنثى المشكل لا يجوز الزواج به ولا تزويجه عند الأئمة الأربعة، لعدم تميز كونه ذكراً أو أنثى ، وفي هذه الصورة من باب أولى لكون الأعضاء التناسلية مشتركة بينهما ، فلا يتميز ما لكل واحد منهما .
5 - ولأنه اجتمع حاظر ومبيح على وجه لا يمكن التمييز بينهما ، وذلك لكون الأعضاء التناسلية بالنسبة للشخص الأول منهما مبيح لزوجها، وللثانية محرم عليه .
والقاعدة : إذا اجتمع حاضر ومبيح على وجه لا يمكن التمييز بينهما غلب جانب الحظر .
كالبغل يحرم أكله مع كونه من ماء الخيل ( والخيل يجوز أكلها)، وماء الحمار ( يحرم أكله).
6 - وإذا كان رجلين : فلا يجوز أيضاً قياساً على كونهما أنثيين ، للأدلة السابقة .
7 - ومن كانت هذه خلقتهما فهما شخصان لوجد قلبين ، وقد قال تعالى :( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ).
8 - والزواج لمن هذه خلقتهما لا يجوز سواء كانا مسلمين أو كافرين .
والقاعدة : الكفار مخاطبون بفروع الشريعة .
قال تعالى :( ما سلككم في سقر ، قالوا لم نكن من المصلين ، ولم نكن نطعم المسكين ، وكنا نخوض مع الخائضين ….).
والله أعلم .
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة/ جامعة أم القرى / مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق