حكم غسل الكفين ثلاثاً بعد الإستيقاظ من النوم :
ذهب جمع من أهل العلم إلى وجوب غسل اليدين لمن قام من نومه ، على خلاف بينهم في تحديد زمن النوم فقيل من نوم الليل فقط، ( أذا قام احدكم من الليل ...)
ولحديث أبي هريرة في الصحيحين مرفوعاً ( إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى. يغسلها ثلاثاً ، فإنه لا يدري أين باتت يده ). والبيتوته لا تكون إلا من نوم الليل،
وقيل : من كل نوم عميق مطلقاً من ليل أو نهار لقوله ( من نومه) مفرد أضيف فيعم الليل والنهار، وهذا أقرب ، لأن لفظ ( الليل ) ( والبيتوته) لا تخصص العام، لأن أحد أفراد العام لا يخصص به أذا كان موافقاً له في الحكم.
ولأن التخصيص إذا كان له سبب غير اختصاص الحكم به لم يبق مفهومه حجة.
وغالب النوم ليلاً ( وهو الذي جعل الليل لباساً وجعلنا النهار معاشاً ).
وذهب جمهور العلماء : إلى استحباب غسل اليدين لمن قام من نومه لا إلى وجوب ذلك.
وحملوا الأمر في رواية ( إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل كفيه ثلاثاً قبل أن يدخلها في الإناء) على الاستحباب، وحملوا النهي في حديث أبي هريرة ( فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً على الكراهة.
والقرينة عليه : التعليل بأمر يقتضي الشك، والشك لا يقتضي الوجوب وإنما يقتضي الاحتياط ، لأن الأصل بقاء الطهارة، واليقين لا يزول إلا بيقين مثله، ولا يقال الأمر تعبدي، لأن القاعدة الأصولية في ذلك : الأصل في الأحكام الشرعية التعليل، لقوله تعالى ( وهو العليم الحكيم ). والحكيم الذي يضع الشيء في موضعه.
كما أن من القرائن الصارفة عن الأصل : ذكر العدد ، فإن ذكره في غير النجاسة العينية دليل الندب. وهذا هو الأقرب والعلم عند الله تعالى .
وهذا في المستيقظ من النوم ، وأما غسلها للوضوء من غير نوم، فمستحب ، ولا يكره الترك، لعدم ورود النهي فيه.
كتبه / أبو نجم / محمد بن سعد العصيمي/ جامعة أم القرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق