حكم المعتزلة : -
أول بدعة للمعتزلة كانت في الإيمان ، حيث قالو: إن مرتكب الكبيرة ليس بمؤمن ولا كافر، ولكنه في منزلة بين المنزلتين، وكان الذي تولى كبره : واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد اللذان طرددهما الحسن البصري من حلقته بمسجد البصرة،، وكانت آراء المعتزلة صدى للفلسفة اليونانية الوثنية القديمة. ولا تزال الرافضة والزيدية على عقائد المعتزلة إلى يومنا هذا.
ولعقائد الاعتزال أثراً كبيراً في مذهب الأشاعرة .
ومن أهم عقائد المعتزلة : تحكيم العقل والرأي، والإعراض عن نصوص الكتاب والسنة، فأنكروا عذاب القبر، وأنكروا الصراط والميزان، كما أنكروا كثيراً من الأمور الغيبية الثابتة، لأن غقولهم لم تتصور ذلك.وكل هذا من المعتقدات الكفرية.
ويردون الأحاديث الصحيحة لمخالفتها لأرائهم وأهوائهم، ويكذبون الصحابة وسائر الرواة إذا لم تتفق مع مذهبهم . ويؤولون الآيات بما لا يتفق مع الشرع واللغة لتتفق مع مذهبهم .
والتوحيد عندهم : نفي الصفات عن الله تعالى
فيقولون : عليم بلا علم ، سميع بلا سمع ، بصير بلا بصر، وهكذا،
وشبهتهم : أن إثبات الصفات لله تعالى يقتضي إثبات آلهة كثيرة .
والجواب : أن صفة الشيء ليست مستقلة عنه،
فصفة الإنسآن ليست إنساناً، فكيف تكون صفة الله تعالى إلهاً، ولله المثل الأعلى ،
وإنكار صفات الله تعالى تكذيب للقرآن والسنة الصحيحة .
كما يريدون بالتوحيد : أن القرآن مخلوق.
ومن أصول المعتزلة : العدل، ويريدون به ، أن الله لا يخلق الشر ولا يريده، ولم يقدر المعاصي على العباد، وأن العباد يخلقون أفعالهم، ويفعلون مالا يريد الله فعله ولم يقدره.
والجواب عن ذلك : أن الإرادة نوعان :
أ - إرادة كونية : التي هي بمعنى المشئية، فلا يكون في هذا الكون شيء إلا بمشئية الله تعالى وإرادته، سواء كان مما يحبه الله تعالى أو يكرهه.
ب - إرادة شرعية : وهي بمعنى المحبة ، فكل ما أمر الله تعالى به وشرعه، فإنه يحب فعله، سواء أطاعه العباد فيه أم عصوه، وطاعتهم ومعصيتهم لا تخرج عن إرادته الكونية الشاملة.
وبهذا تنتفي شبهة المعتزلة فيما يسمونه العدل.
وعند ظهور المعتزلة توسعوا في نقل الفلسفة اليونانية والمنطق اليوناني، وأعرضوا عن منهج الكتاب والسنة في عرض العقيدة والاستدلال عليها، والدفاع عنها، ووضعوا قواعد : علم الكلام. ثم أخذت تروج بدعة الكلام وتسربت إلى علوم أخرى، حتى أصبح ما يسمّى بعلم التوحيد.
وعلم الكلام : هو إثبات العقائد والدفاع عنها بالعقل والرأي.
والعقيدة عند أهل السنة والجماعة تثبت بالوحي: الكتاب والسنة، لا بعقول المخلوقين وآرائهم، ودين الإسلام قائم على الاتباع والاستسلام، دون حاجة إلى جدل واقتناع عقلي. ولأن الوحي معصوم، أما العقول فهي مختلف ومتناقضة وغير معصومة لجهلها وقصورها عن معرفة الغيب. ولهذا يفتعلون التعارض بين العقل الصريخ والنقل الصحيح ، كتكذيب الأحاديث المتفق على صحتها بدعوى مخالفتها للعقل . كما يثيرون الشكوك والريب في أمور قطعية يجب الإيمان والتسليم بها بلا اعتراض ولا مناقشة ، كقضية إثبات وجود الله تعالى ، وكون العالم مخلوق.
ولهذا حذو أئمة الإسلام كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وابن المبارك والبخاري ، على هجر أهل الكلام ومقاطعتهم وتحذير الناس منهم.
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى/ مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق