قاعدة : فرق بين التحريك والإشارة :
صفة الإشارة في التشهد :
تحريك اليد في التشهد لم يثبت ، والذي ثبت هو الإشارة .
والإشارة ههنا المراد بها رفع السبابة في الدعاء
من غير تحريك، بحيث يرفع سبابته في التشهد ، بحيث يكون رأس أصبعه جهة القبلة ، فهذه هي الإشارة
والذي يبدأ من قول ( السلام عليك أيها النبي...).
وقيل : يشير في جميع ألفاظ التشهد ، لأن الثناء في أول التشهد ، هو مقدمة الدعاء، والأمر في ذلك واسع، والحديث( يشير بالسبابة يدعو بها) يحتمل المعنيين .
وفِي حديث ابن الزبير ( كان يشير بها ،ولا يحركها) ففرق بين الإشارة والتحريك .
بينما التحريك يكون بحركة الأصبع إلى أعلى وأسفل، أو من اليمين إلى الشمال ، وهو يتضمن الإشارة، فكل تحريك به إشارة ولا عكس.
وقد جاءت أحاديث الإشارة بالسبابة متواترة صحيحة مما يدل على أن فعلها في التشهد سنة ،فقد صح عن النبي أنه رأى رجلا يشير بالسبابتين فقال أحّد أحّد أي أنه يشير بواحدة فقط وهي اليمنى .
@ فيقبض الخنصر والبنصر والوسطى ويجعل الإبهام في آخر السبّابة وهي قوله عقد ثلاثاً وخمسين ويشير بالسبابة عند الدعاء ويجعلها وسط لا مرتفعة ولا منخفضة لما رواه النسائي مرفوعاً ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان في التشهد رفع أصبعه وقد حناها شيئاً ).
أو يقبض الخنصر والبنصر ويضع إبهامه على أنملة الوسطى .
@ وأما رواية التحريك فهي شاذة :
(( يحرّكها )) في حديث وائل بن حُجْر ( في صفة صلاة النبي صلى الله علية وعلى آله وسلم ) .
فقد جاء الحديث من طريق عاصم بن كُلَيْب عن أبيه عن وائل بن حُجْر رضي الله عنه ، في الحديث المعروف في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وقد رواه عن عاصم بن كليب جمع من الحفاظ والثقات الأثبات وهم :
1 ـ سفيان الثور ي كما عند النسائي في (( الكبرى )) ( 1 / 374 ) و أحم في (( مسنده )) ( 4 / 318 ) والطبراني في (( كبيره )) ( 22 / 34 ) .
2 ـ سفيان بن عيينه كما عند الحميدي في (( مسنده )) برقم ( 885 ) والطبراني في (( كبيره )) ( 22 / 36 ) .
3 ـ شعبة بن الحجاج كما عند أحمد في (( مسنده )) ( 4 / 316 ، 319 ) والطبراني في (( كبيره )) ( 22 / 35 ) .
4 ـ بشر بن المُفضّل كما عند أبي داود ( 726 ) والنسائي ( 3 / 35 ) وبن ماجه ( 867 ) والبغوي في (( شرح السنة )) ( 3 / 27 ) والطبراني في (( كبيره )) ( 22 / 37 ) .
5 ـ أبو الأحوص سلام بن سليم كما عند الدارقطني ( 1 / 295 ) والطبراني في (( كبيره )) ( 22 / 34 ) والطحاوي في (( شرح معاني الآثار )) ( 1 / 259 ) والطيالسي في (( مسنده )) ( 1020 ) والخطيب البغدادي في (( الفصل للوصل المدرج في النقل )) ( 1 / 431 ) .
6 ـ عبد الله بن إدريس كما عند النسائي ( 2 / 211 ) وابن خزيمة ( 2 / 242 ) وابن الجارود في (( المنتقى )) ( 202 ) .
7 ـ خالد بن عبد الله الواسطي كما عند البيهقي في (( السنن الكبرى )) ( 2 / 131 ) والطحاوي في (( شرح معاني الآثار )) ( 1 / 259 ) والخطيب في (( الفصل )) ( 1 / 433 ) .
8 ـ عبد الواحد بن زياد كما عند أحمد في (( مسنده )) ( 4 / 316 ) والبيهقي في (( السنن الكبرى )) ( 2 / 111 ) والخطيب في (( الفصل )) ( 1 / 430 ، 431 ) .
9 ـ زهير بن معاوية كما عند أحمد في (( مسنده )) ( 4 / 318 ) والطبراني في (( كبيره )) ( 22 / 36 ) .
10 ـ أبو عوانه اليشكري كما عند الطبراني في (( كبيره )) ( 22 / 38 ) والخطيب في (( الفصل )) ( 1 / 428 ، 432 ) .
11 ـ غيلان في جامع كما عند الطبراني في (( كبيره )) ( 22 / 37 ) .
وكل هؤلاء الثقات الأثبات الحفاظ ـ خلا غيلان فهو ثقة ـ رووه عن عاصم بن كُلَيْب عن أبيه عن وائل بن حُجْر رضي الله عنه ، ولم يذكروا هذه الزيادة ( يحركها ) .
وقد زاد هذه الزيادة زائده بن قدامة أبو الصلت ، كما عند أبي داود ( 727 ) والنسائي ( 2 / 126 ـ 127 ) وأحمد في (( مسنده )) ( 4 / 318 ) والدارمي ( 1331 ) وابن خزيمة في (( صحيحه )) ( 1 / 354 ) وابن حبان في (( صحيحه )) ( 1860 ) والبيهقي في (( السنن الكبرى )) ( 2 / 132 ) وابن الجارود في (0 المنتقى )) ( 208 ) .
وهو ـ أي زائدة ـ وإن كان ثقة ثبت = إلا أنه قد خالف من هو أحفظ منه وأثبت وأتقن بل وأكثر منه عدداً .
@ ولهذا قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله ( 2 / 354 ) ـ مبيناً تفرد زائدة لهذه الزيادة ـ : (( ليس في شي من الأخبار ( يحركها ) إلا في هذا الخبر زائدٌ ذكره )) .
والله أعلى وأعلم .
محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة/ جامعة أم القرى / مكة المكرمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق