أحكام البسملة في الصلاة :
أجمع العلماء على مشروعية ابتداء البسملة في أول السور سوى سورة براءة .
@ أجمع الصحابة على كتابة التسمية في المصحف .
@ البسملة ليست آية من سورة الفاتحة .
وذلك لما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة بالحمدلله رب العالمين ولم يسكت) وهذا يدل على أن البسملة ليست من الفاتحة .
وفِي الحديث القدسي ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد : الحمدلله رب العالمين ) قال الله : حمدني عبدي .....).
يدل على أن البسملة ليست من الفاتحة .
@ وأما حديث أبي هريرة مرفوعاً ( إذا قرأتم الفاتحة فاقرأوا ( بِسْم الله الرحمن الرحيم ) ، فإنها إحدى آياتها) فضعيف، حيث إن مداره على نوح بن أبي بلال عن سعيد المقبري عن أبي هريرة .
واختلف على نوح فرواه عنه اثنان :
الأول : أبو بكر الحنفي فوفقه .
والثاني : عبدالحميد بن جعفر فرفعه .
ورواية أبو بكر الحنفي أرجح لسببين :
أ - أن أبا بكر الحنفي : أوثق من عبدالحميد بن جعفر .
ب - وأسامة بن زيد تابع أبابكر الحنفي في وقفه. وبهذا يترجح أن الحديث موقوف لا مرفوع .
@ وحديث نعيم المجمر قال صليت وراء أبي هريرة فقرأ ( بِسْم الله الرحمن الرحيم ) ثم قرأ بأم القران حتى أذا بلغ ( ولا الضالين ) قال : ( آمين )ويقول كلما سجد ، وإذا قام من الجلوس : الله أكبر ، ثم يقول إذا سلم : والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه النسائي وابن خزيمة ، ولفظ البسملة فيه فيها ضعف ، حيث أعلت بأنها شاذة ، لمخالفته لجميع الثقات الذين رووا الحديث عن أبي هريرة، ولم يذكروا هذه الزيادة .
وعلى فرض صحة هذه الزيادة ، فليس فيها دليل على الجهر بالتسمية ، وإنما فيها مشروعية قراءتها.
والحديث عند مسلم بدون هذه الزيادة .
والأدلة الأخرى تدل على أن المشروع البدء بالحمد لله رب العالمين ، فقد روى الشيخان عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وأبا بكر وعمر كانوا يفتتحون الصلاة ب( الحمدلله رب العالمين ).
زاد مسلم ( لا يذكرون ( بِسْم الله الرحمن الرحيم ) في أول قراءة ولا في آخرها).
وفِي لفظ لمسلم ( ولم أسمع أحداً منهم يقرأ بِسْم الله الرحمن الرحيم ).
وفِي رواية لأحمد والنسائي وابن خزيمة بسند صحيح ( لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم)
وفِي أخرى عند ابن خزيمة - وسندها ضعيف، لضعف سويد بن عبدالعزيز - ( كانوا يسرون ).
فالنفي محمول على عدم السماع، وعدم السماع محمول على عدم الجهر .
وروى الترمذي والنسائي حديث عبدالله بن مغفل ، قال : سمعني أبي وأنا أقول : بِسْم الله الرحمن الرحيم ، فقال: أي بني : إياك والحدث ، قال: ولم أر أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبغض إليه الحدث في الإسلام يعني منه ، قال : وصليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر ومع عثمان فلم أسمع أحداً يقولها فلا تقلها، إذا أنت صليت فقل : الحمدلله رب العالمين ).
وبهذا يتضح عدم مشروعية الجهر بالبسملة في الصلاة ، قال ابن تيمية: اتفق أهل المعرفة بالحديث على أنه ليس في الجهر بها - البسملة في الصلاة - حديث صريح ...).
@ والبسملة ليست آية من الفاتحة ولا من غيرها من السور . بل هي آية مستقلة . كتبت للفصل بين السور ، والتبرك بذكرها والابتداء بها، ماعدا سورة براءة . وهذا مذهب أبي حنيفة ومذهب احمد ، وهو اختيار ابن تيمية .
وذكر ابن عبد البر : أن مذهب مالك : أنها ليست آية مطلقاً، لا من الفاتحة ولا من غيرها ، وإنما هي استفتاح إلا في سورة النمل .
لحديث أنس السابق.
والجواب: أن حديث أنس يدل على عدم الجهر لورود الروايات الأخرى التي تبين المراد ومنها ( فلم أسمع احداً منهم يقرأ ببسم الله الرحمن الرحيم) وقد تقدم ذكر تلك الروايات .
وقد كتب الصحابة البسملة في القران مما يدل على أنها من القران ، لأنهم لا يكتبون فيه إلا قراناً. والله تعالى أعلم وأحكم .
كتبه / محمد بن سعد العصيمي/ كلية الشريعة / جامعة أم القرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق