متى يكون الصف الأول للنساء أفضل من الأخير:
الصف الأول للنساء أفضل عند انعزالهن عن الرجال انعزالاً تاماً، بمصلى وحدهن، أو في مكان لا رجال فيه.
** * ** * **
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها).
وهذا حيث يكون النساء مع الرجال في صفوف الصلاة، كما في عهد النبوة.
والقاعدة: العرف المقارن للخطاب من مخصصات النص العام.
وهذا هو المعروف آنذاك.
فإذا تغير الأمر، ووضع مصليات خاصة بالنساء بحيث لا يرين الرجال ولا يرونهن، أو كن في مكان كلهن من النساء، كن في هذا الحكم كالرجال، والصف الأول خير لهن من الصف الأخير.
والقاعدة: النص العام يخصص بالقياس.
فحديث أبي هريرة يخصص بالقياس على الرجال، في الصفوف النسائية التي لا رجال فيها.
والقاعدة: إذا تعارض اللفظ والمعنى، قدم المعنى إذا ظهر، وإن لم يظهر فإتباع اللفظ أولى.
والمعنى هنا ظاهر، وهو البعد عن الرجال والاختلاط بهم والتأثر بصورهم وأفعالهم.
فإذا كان ذلك في موطن العبادة فغيرها من باب أولى.
وفِي الحديث: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وبيوتهن خير لهن).
وفِي الأثر عن فاطمة رضي الله عنها، لما سئلت: من خير النساء، قالت: هي التي لا ترى الرجال، ولا الرجال يرونها).
* وقد ذهب جمع من العلماء: أن التفضيل في حق صفوف النساء مطلق، سواء صلين مع الرجال في مكان واحد، أو صلين في مكان منفرد، فخير صفوفهن آخرهن على الإطلاق.
لإطلاق حديث أبي هريرة السابق.
والأول أقرب، لما وضحنا.
والقاعدة: الحكم يدور مع علته، وجوداً وعدماً.
والله تعالى اعلم.
كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي / كلية الشريعة / جامعة ام القرى / مكة المكرمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق