إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأرشيف

نبذه قصيرة عني

الشيخ د.محمد بن سعد هليل العصيمي-حفظه الله

الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى - بمكة المكرمة - بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية

آخر المـسـائـل

اخر المواضيع

اخر المواضيع

المشاركات الشائعة

الثلاثاء، 5 مارس 2019

* هل يتعدد ثواب الصلاة على الجنازة بتعدد الجنائز * هل ثواب الصلاة على الجنازة لا يتحقق إلا بشهودها من أهلها قبل الصلاة عليها * هل يحصل ثواب القيراط بمجرد اتباع الجنازة// لفضيلة الشيخ د. محمد بن سعد الهليل العصيمي -حفظه الله-.


* هل يتعدد ثواب الصلاة على الجنازة بتعدد الجنائز:
* هل  ثواب الصلاة على الجنازة لا يتحقق إلا بشهودها من أهلها قبل الصلاة عليها:

* هل يحصل ثواب القيراط بمجرد اتباع الجنازة:

عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان) قيل: وما القيراطان قال: (مثل الجبلين العظيمين) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

‏‎وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (من اتبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً وكان معه حتى يصلي عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

‏‎وفي رواية لِمُسْلِم من حديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى على جنازة فله قيراط، فإن شهد دفنها فله قيراطان  القيراط مثل أُحُد).
‏‎وفي رواية له: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن القيراط، فقال: (مِثْل أُحُد).
‏‎وفي حديث أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن صَلَّى على جنازة فله قيراط، ومن شهدها حتى تُدْفَن فله قِيراطان، والذي نفس محمد بيده القيراط أعْظم من أُحُدٍ هذا). رواه ابن ماجة.
* قيل لابن عمر: إن أبا هريرة يقول: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَن تَبِع جِنَازة فله قِيراط من الأجر). فقال ابن عمر: أكَثْرَ عَلينا أبو هريرة، فبعث إلى عائشة فسألها فَصَدَّقَتْ أبا هريرة، فقال ابن عمر: لقد فَرَّطْنَا في قَرَارِيط كثيرة. رواه البخاري ومسلم.

** * ** * **
في هذه الأدلة: دليل على أن القيراط يكون ثابت لمن تبع الجنازة من أهلها حتى يصلى عليها كما في حديث أبي هريرة السابق، وهل يثبت القيراط لمن صلى عليها ولم يتبعها من أهلها، رواية مسلم من حديث ثوبان تبين حصوله على ذلك الثواب: (من صلى على جنازة فله قيراط)
والقاعدة: أحد أفراد العام لا يخصص به إذا كان موافقاً له في الحكم.
فإن شهدها حتى يفرغ من دفنها فله قيراطان كما في حديث أبي هريرة السابق.
* فإن تبعها فقط ولم يصل عليها، ولم يتبعها، هل يحصل على قيراط: ظاهر حديث ابن عمر عن أبي هريرة مرفوعاً: (من تبع جنازة فله قيراط من الأجر)  أن القيراط يثبت بمجرد اتباع الجنازة).
وعلى هذا من صلى على الجنازة فقط فله قيراط.
ومن تبع الجنازة ولم يصل عليها ولم ينتظر حتى يفرغ من دفنها فله قيراط.

ومن صلى عليها واتبعها حتى يفرغ من دفنها فله قيراطان.
وبهذا يكون العمل بجميع الأدلة.
والقاعدة: الجمع بين الأدلة واجب ما أمكن.
** * ** * **
وبقي هل يتعدد القيراط بتعدد الجنائز، كمن صلى على عشر جنائز في آن واحد، هل ينال  ثواب عشرة قراريط، أو لا يكون له إلا قيراط واحد:
الظاهر من الأدلة أن الأجر لا يتعدد بتعدد الجنائز في الصلاة الواحدة، وذلك للأسباب التالية:
١-  حديث: (من شهد جنازة حتى يصلى عليها فله قيراط)
والقاعدة: النكرة في سياق الشرط تعم.
و(جنازة) نكرة في سياق الشرط فتفيد العموم.
فمن صلى على جنائز دفعة واحدة، فله قيراط.
لأن الشرط يتحقق عند وجود المشروط.
فيشمل ما إذا كانت الصلاة على جنازة واحدة أو أكثر.
فإن قيل: الحديث ورد بلفظ آخر (من شهد الجنازة حتى يصلى عليها)
والجنازة: بالألف والام معرفة.

فالجواب: أن:  أل  فيها للجنس: فتكون بمعنى النكرة، لأن أل الجنسية لا تفيد العموم.
أو تكون أل: للإستغراق، فتشمل كل الجنائز دفعة واحدة، والاستغراقية تفيد العموم.
وعنئد يكون المعنى بالمعرفة أو النكرة واحداً.

٢- أن العمل واحد لم يتعدد على جنازة فأكثر، فيكون الثواب واحداً، بخلاف ما إذا صلى على جنازتين بصلاتين منفردتين، فلكل ثوابها مستقلاً.

٣-  ولأن المشغول لا يشغل إذا كان الشاغل أجنبياً، إلا إذا اتسع لهما -تقدمت في القواعد- وههنا وإن كانت الصلاة تتسع لأكثر من جنازة إلا أن  الأجر معلق على العمل الواحد، الذي يكون للواحد كما يكون للمجموع.
ولا يعني ذلك تحجير رحمة الله تعالى ففضل واسع وعظيم، مع أن من أهل العلم من ذهب إلى تعدد القراريط بتعدد الجنائز، لأنه شهد جنائز لا جنازة واحدة، وصلى على متعدد لا على واحد.
والجواب: كما تقدم، أن الأجر معلق على عمل لا على النية،
والقاعدة: الحكم إذا علق على وصف لا يجوز تعليقه على وصف آخر.
والحكم ههنا على عمل معين، بصيغة تدل على حصول الثواب على المجموع كحصول الثواب على المفرد، بصيغة النكرة في سياق الشرط.
فهي أفادة حصول الأجر للمجموع دفعة واحدة والفرد على حد سواء.
والله تعالى أعلم .

كتبه / محمد بن سعد الهليل العصيمي/ كلية الشريعة/ جامعة أم القرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شحن السلع مجاني

الشراء عبر الإنترنت - وطرق شحن معتمدة

حجز السلع عبر الإنترنت